عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

بقلم الجيلالي طهير: العصر التأسيسي للنادي الرياضي يوسفية برشيد (الجزء 1)

بقلم الجيلالي طهير: العصر التأسيسي للنادي الرياضي يوسفية برشيد (الجزء 1)

برشيد نيوز/ بقلم الجيلالي طهير
لبرشيد وجهان متنافران يطل أحدهما على الظل والآخر على الحرور. في الواجهة يوجد أناس يغطي ضجيجهم سوق العرض الطلب تحت الأضواء الكاشفة. يقابلهم في رقعة  الظل أناس  لا يشترون الحاضر الجاهز، لأنهم جزء من تاريخ هذه المدينة. أحد هؤلاء  المصطفى الزنكي، من قدماء لاعبي يوسفية  برشيد، المعروفين بالأناقة واللباقة، يسألني الكتابة عن التاريخ القديم لهذا النادي العريق.  وإنه  لموضوع ضالع في النسبية، لأن كرة القدم  بوصفها  رياضة شعبية تخترع لنفسها الأسطورة، فتضخم الأنا  وتسفل الآخر أو تنكره. إنها تبني عصرها الذهبي على المشاعر والأحاسيس، الشفهي العاطفي، والاعتقادي واللاعقلي، بينما التاريخ يعتمد   إلى حد بعيد على المنطق والعقل أي البرهاني والواقعي.  " يعلمنا التاريخ أن ليس المنطق هو الذي يدفع ويحرك الجماهير، بل هو الانفعال الذي يتحكم فيها في ظل جو ما"، يكتب عالم الاجتماع  الإيطالي باريتو. 
عند دخول الملعب الرياضي المخصص لكرة القدم، بداخل المركب الرياضي الترفيهي مولاي الحسن، تواجهك جدارية  تحمل شعار يوسفية برشيد  المرسوم باللونين الأخضر والأسود،  مع تاريخه التأسيسي  المحدد في سنة 1926. فتتساءل: هل تأسس النادي الرياضي يوسفية برشيد فعلا سنة 1926؟ ومتى حصل ارتداء اللون الأخضر، شعار الإسلام،  المنبوذ في عهد الاحتلال؟  وما علاقته بالألوان التي اختارها المجلس البلدي شعارا للمدينة  في مطلع الثمانينات، ثم تحاول تكوين الإجابة.
أولا:  تاريخ  الولادة
يعتبر فجر  العشرينات من القرن الماضي بداية محددة  لتاريخ  الرياضة على الصعيد ين المحلي والوطني. فقد تأسس النادي الرياضي برشيد ( C.A.B) بتاريخ 02 يوليوز 1921  بمبادرة من المعمر الفرنسي لانكي (Languier )، بالموازاة مع تأسيسه للجمعية الخيرية الفرنسية. لكن النادي الرياضي برشيد ازداد  ميتا في الرحم ولم يكتب له النور ، بحيث تم التشطيب عليه في السنة الموالية 1922/ 1923 من قوائم الجامعة الرياضية الفرنسية والعصبة الرياضية للدار البيضاء، بعد عجزه  عن تسديد واجبات الانخراط المستحقة لفائدة هذه المؤسسات الوصية. كانت ولادة النادي الرياضي عسيرة، وتطوره بطيئا، مثل ولادة وتطور مدينة برشيد نفسها، بخلاف مدينة سطات التي كانت قائمة الذات وموجودة قبل الاحتلال الفرنسي. ففي سنة 1917 تمت ترقية مركز برشيد إلى بلدية، وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذه الترقية تم التشطيب عليه من قوائم البلديات بسبب قلة السكان، وتمركز المعمرين بالضيعات الفلاحية المنتشرة بالبوادي. وعلى سبيل المقارنة، تأسست الجمعية الرياضية السطاتية،  A.S.S)) على يد المعمر ميسي، أيضا بتاريخ02 يوليوز 1921. وبينما كان النادي الرياضي برشيد يعيش في حالة غيبوبة، تألقت  الجمعية  الرياضية السطاتية  وعززت صفوفها بانتداب لاعبين مرموقين ينشطون في البطولة الجمعوية الفرنسية والمستعمرة الجزائرية، أمثال:  لامبير من راسينغ باريس، ألكاباش الكاتب العام لهذا النادي الباريسي ، كوستالا من النادي الرياضي بوردو، سيرفيني من الجزائر.
كانت الجمعية الرياضية السطاتية تلعب باللونين الأصفر والأسود، وهي نفسها الألوان التي سيختارها فريق يوسفية برشيد (C.A.Y.B)عندما برز إلى الوجود، كامتداد مغربي تمازج مع النادي الرياضي برشيد  (C.A.B) الذي كان يديره مسئولون فرنسيون.  والأكيد أن اللاعب عمرو الراضي رحمه الله هو الذي أسس لفريق يوسفية برشيد، واللاعب عمرو كريك رحمه الله هو من اشترى تلك البدل الصفراء، وعددها عشرة،  من ماله الخاص ، وأحضرها من مدينة الدار البيضاء راكبا دراجته  النارية. 
ليس أمامنا سوى الاعتقاد بأنه ابتداء من سنة 1926 سيعرف النادي الرياضي برشيد حالة ولادة جديدة مفتوحة على المستقبل، ولم يصبح شيئا منسيا. لكن التعثر ظل يلازمه إلى حدود منتصف الثلاثينات، بسبب قلة الإمكانيات الناجمة عن توا ضع الموارد البشرية.  ففي سنة 1926 أجري أول تعداد سكاني في تاريخ المغرب منح  مركز برشيد 612  نسمة ، من بينهم 343 أوربي، 171 يهودي، و 98 مسلم، ليسوا كلهم بالضرورة من المغاربة أو من أولاد  حريز. وقد يكون آخر هم هؤلاء القرويين  هو العناية بالممارسة الرياضية  كظاهرة طارئة على المجتمع المحلي. ففي عهد الحماية، وإلى حدود نهاية الأربعينات، لم يكن مسموحا للمغاربة بتأسيس الجمعيات  أو الانخراط فيها، تحت طائلة السجن والغرامة، باستثناء  الانخراط  لاحقا  في الجامعة الرياضية للنقابة العمالية التابعة للحزب الشيوعي، بالنسبة للفرق العمالية، مثل النهضة الرياضية العمالية السطاتية. وعلى هذا الأساس، فإن الاعتقاد بأن رجلا من أولاد حريز  هو من أسس النادي الرياضي برشيد في منتصف العشرينات يبقى مجرد وهم واستيهام، ولا علاقة له بالتاريخ، ولا ذكر له في قوائم  المكاتب المسيرة  للنادي في العصر التأسيسي. 
ثانيا: الملعب الرياضي  (يتبع) 

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية