جماعة النخيلة .. التساقطات المطرية تعري هشاشة البنية التحتية وتكشف عيوب الأشغال وتُحاصر الدواوير
برشيد نيوز : محمد الساقي
لم تكن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على جماعة النخيلة مجرد بشير خير للفلاحين، بل تحولت إلى مرآة كشفت المستور وعرت واقع البنية التحتية بالجماعة القروية النخيلة التابعة لقيادة النخيلة الخزازرة دائرة ابن احمد الشمالية بإقليم سطات . فمع أولى التساقطات، استيقظت الساكنة على وقع حصار فرضته السيول، وسط تساؤلات ملحة حول جودة الأشغال الطريقة التي أُنجزت مؤخراً ومدى التزام المقاولين بالمعايير التقنية المعمول بها.
تعيش الطريق الرابطة بين "دوار أولاد السي جابر" و"أولاد أحمد واد نجة" وصولاً إلى الطريق السيار، حالة من الشلل التام، حيث تحولت مسالكها إلى ما يشبه وديان جارية بفعل تراكم مياه الأمطار. وحسب شهادات ميدانية استقتها جريدة برشيد نيوز ، فإن جذور المشكلة تعود إلى "اختلالات تقنية" شابت عملية بناء الطريق؛ حيث يشتكي المواطنون من غياب القناطر (المنشآت الفنية) في نقاط استراتيجية يمر منها الوادي، رغم تنبيه الساكنة للمقاول والجهات المسؤولية أثناء فترة الأشغال بضرورة وضع قنوات لتصريف المياه.
وتشير المعطيات إلى أن المقاول المشرف على المشروع اكتفى بوضع "قنطرة رمزية" بقادوس واحد في منطقة تتطلب بنية استيعابية أكبر، بل وتجاوز ذلك في مقاطع أخرى بوضع طبقة من "الكولا" (المواد اللاصقة) دون أساسات متينة، مما أدى إلى جرف الطريق بمجرد تدفق السيول. هذا الوضع لم يربك حركة السير للعربات والشاحنات فحسب، بل جعل من عبور الراجلين مغامرة غير محمودة العواقب، واضطر الكثيرين إلى تغيير مساراتهم لمسافات طويلة هرباً من العزلة.
إن المشاهد القادمة من جماعة النخيلة تضع المجلس الجماعي والتقنيين المشرفين أمام مسؤولية مباشرة. لذا، تناشد الساكنة السيد عامل الإقليم بالتدخل العاجل لإعطاء تعليماته الصارمة من أجل إعادة تقييم هذه المشاريع، وحث المقاولين على تدارك هذه العيوب التقنية، لضمان فك العزلة عن الدواوير المتضررة (أولاد عياد، أولاد الخاتير، وغيرها) وتنزيل مشاريع طرقية آمنة تصمد أمام التقلبات المناخية

