القوات المسلحة الملكية تتسلم أول دفعة من المدرعات WhAP 8×8 المصنعة بمصنع برشيد
تسلمت القوات المسلحة الملكية أول دفعة من المدرعات ذات العجلات (WhAP 8×8) المصنعة على مستوى المنشأة الصناعية التابعة لشركة “Tata Advanced Systems Ltd” الهندية بمدينة برشيد بجهة الدار البيضاء–سطات، حسب ما أفاد منشور للشركة على حسابها الرسمي في موقع “إكس”.
وجاء في المنشور: “إنجاز يفخر به! تم تسليم الدفعة الأولى من مركبات WhAP 8×8 إلى الجيش الملكي المغربي. تعزيز الشراكات، تقديم قدرات مجربة وموثوقة. صُنع في المغرب”.
ودُشن مصنع برشيد في شتنبر الماضي على هامش زيارة رسمية هي الأولى من نوعها قادت وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، إلى المغرب، وهو المصنع الذي “شكل موضوع اتفاقية استثمار موقعة بين الأطراف في شتنبر 2024، ويعد ثمرة شراكة إستراتيجية موجهة لتعزيز القدرة الصناعية للمغرب في قطاع الدفاع”، وفق بلاغ إدارة الدفاع الوطني حينها.
ويهدف هذا المشروع المهيكل، الذي أطلق بتوجيهات الملك محمد السادس، إلى “تمكين البلاد تدريجيًا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الصناعي والتكنولوجي في ما يتعلق بالدفاع، فضلاً عن كونه عاملاً محفزًا لتطوير منظومة صناعية مبتكرة وخلق فرص شغل مؤهلة”، إذ تعتزم الوحدة الصناعية دمج 35 في المائة من المكونات ذات الأصل المحلي، على أن يصل الرقم إلى 50 في المائة تدريجيًا عبر استثمارات مكثفة في تدريب وإدماج الموردين الوطنيين.
وفي كلمته خلال حفل افتتاح المصنع، وصف راجناث سينغ هذا الحدث بأنه “محطة مهمة تعكس الدور المتنامي للهند في التعاون الدفاعي العالمي”، مضيفًا: “إلى جانب العمل على تعزيز علامة ‘صنع في الهند’ يعمل أيضًا هذا المشروع على تعزيز الصناعة المشتركة مع الدول الصديقة من خلال التعاون مع شركاء لتطوير وإنتاج تقنيات متقدمة في إطار علامة ‘صنع في العالم’، من خلال مشاركة فوائد ابتكاراتنا مع العالم بأسره”.
وأوضح المسؤول الهندي أن “مصنع برشيد يعد مثالًا ممتازًا لهذه الرؤية”، مؤكدًا: “كما يُظهر هذا المشروع أن الصناعات الهندية ليست فقط قادرة على تلبية الاحتياجات المحلية، بل مستعدة أيضًا لتعزيز القدرات الدفاعية للدول الصديقة من خلال شراكة تعتبر نموذجًا يحترم السيادة، ويعزز القدرات المحلية، ويساهم أيضًا في تعزيز السلام العالمي”.
وأشار إلى أن “المصنع يمتد على مساحة 20 ألف قدم مربع، وسيقوم بتصنيع مركبة قتالية مدرعة متقدمة تجمع بين أحدث تقنيات الحركة والحماية والقوة النارية”، موضحًا: “تم تطوير هذه المنصة المدرعة بالشراكة مع مركز البحث والتطوير الدفاعي الهندي (DRDO)”، مضيفًا: “المشروع يركز على المشاركة المحلية للكوادر المغربية، إذ سيتم توريد وتجميع نحو ثلث المكونات والأنظمة الفرعية في المغرب منذ البداية، وفي السنوات القادمة من المتوقع أن يمثل المكون المحلي نصف الإنتاج الكلي”.
واختتم المسؤول الهندي حديثه بالقول: “الأمر لا يتعلق بمجرد صفقة تجارية تشمل التصدير أو الاستيراد، بل بشراكة حقيقية تبني القدرات داخل المغرب وتضع أساسًا قويًا للتنمية المشتركة”، مشيرًا إلى أن “الفوائد الاقتصادية لهذا التعاون مع المغرب لا تقل أهمية عن الفوائد التكنولوجية، إذ ستخلق هذه المنشأة العديد من الوظائف المباشرة وغير المباشرة، موفرة فرصًا للمهندسين والفنيين والعمال المهرة المغاربة، كما ستساهم في تطوير بيئة التوريد والشركات الصغيرة المحلية، وتعزز الابتكار، وتولد موجة تنمية في منطقة الدار البيضاء والمناطق المحيطة بها”.
