جريمة مفاجئة تُربك الشارع العام ببرشيد وتُعيد النقاش حول المختلين عقلياً
استفاقت مدينة برشيد، يوم أمس الخميس، على حادث مأساوي هزّ الرأي العام المحلي، بعدما تحوّل شارع محمد الخامس إلى مسرح لجريمة خطيرة أودت بحياة أحد المارة، في واقعة صادمة لم تكن مسبوقة بأي خلاف أو علاقة تجمع الضحية بالفاعل.
وحسب المعطيات الأولية، فإن المشتبه فيه، الذي يُعاني من اضطرابات عقلية، أقدم بشكل مفاجئ على الاعتداء على الضحية، متسبباً في وفاته بعين المكان، الأمر الذي خلف حالة من الذهول وسط المواطنين الذين عاينوا الواقعة أو سمعوا تفاصيلها لاحقاً.
وفور إشعارها، انتقلت المصالح الأمنية إلى مكان الحادث، حيث جرى توقيف المعني بالأمر، وفتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ظروف وملابسات الواقعة، وترتيب المسؤوليات القانونية وفق ما يتيحه القانون.
الحادث خلّف موجة حزن واستياء في صفوف ساكنة برشيد، وأعاد بقوة إلى الواجهة إشكالية تواجد أشخاص يعانون من اختلالات عقلية بالفضاءات العامة دون متابعة طبية أو اجتماعية كافية، وما يشكله ذلك من خطر محتمل على سلامة الجميع، بمن فيهم هؤلاء الأشخاص أنفسهم.
وفي هذا السياق، تعالت أصوات مواطنين وفاعلين محليين مطالِبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية، لإيجاد حلول إنسانية ومستدامة لهذه الظاهرة، تقوم على الرعاية الصحية والإيواء والمتابعة النفسية، بدل تركها تتحول إلى مآسٍ متكررة تهدد الأمن المجتمعي وتزرع الخوف في الفضاء العام.
وتبقى هذه الواقعة المؤلمة جرس إنذار جديداً حول ضرورة تنسيق الجهود بين القطاعات الصحية والاجتماعية والأمنية، حمايةً لأرواح المواطنين، وصوناً لكرامة المرضى العقليين في آن واحد.
