برشيد بلا بوصلة عمرانية.. مشاريع مجمدة ومصالح الساكنة معلقة
برشيد نيوز : بقلم سعيد العتماني
منذ سنوات، ما زال مشروع تصميم التهيئة لمدينة برشيد حبيس الرفوف، وسط تأجيلات متكررة وصمت رسمي يثير الاستغراب. هذا التأخير لم يعد مجرد خلل إداري عابر، بل تحول إلى عائق تنموي حقيقي يُكبّل المدينة ويجمد مستقبلها العمراني والاستثماري.
وثيقة ضائعة... ومدينة تائهة
تصميم التهيئة ليس وثيقة تقنية عادية، بل هو خارطة طريق قانونية تحدد استعمالات الأراضي، ومسارات التوسع، ومواقع المرافق العمومية، ومجالات الاستثمار. وبالنسبة لمدينة برشيد، التي تعرف نمواً عمرانياً متسارعاً، فإن غياب هذه الوثيقة يعني ببساطة غياب البوصلة التي توجه مسار التنمية.
مشاريع متوقفة
الانعكاسات الميدانية لتأخر التصميم واضحة للعيان:
تجميد استثمارات كبرى في العقار والتجارة والصناعة بسبب غياب رؤية واضحة
غياب العدالة المجالية في توزيع المرافق العمومية والخدمات الأساسية.
تدهور جمالية المدينة نتيجة توسع عمراني غير مضبوط.
ثمن يدفعه المواطن أولاً
الساكنة هي الخاسر الأكبر من هذا التأخير. فالمواطن يجد نفسه محروماً من الحق في سكن منظم، أو في فضاءات خضراء، أو في مؤسسات تعليمية وصحية قريبة. بينما يعيش المستثمرون حالة من الانتظار القاتل، الأمر الذي يفوّت على المدينة فرصاً ثمينة للنمو وخلق فرص الشغل.
الغريب أن المشروع، رغم مرور سنوات على إعداد مسوداته وتنظيم لقاءات تشاورية، لا يزال رهين المساطر والطعون والتعديلات التي لا تنتهي. وهو ما يكشف ضعفاً في قدرة بعض الجماعات الترابية على الحسم في قضايا استراتيجية بهذا الحجم، في مقابل تطلع الولاية والعمالة إلى تسريع وتيرة التنمية.
الفاعلون الاقتصاديون رفعوا غير ما مرة أصواتهم للمطالبة بإخراج تصميم التهيئة إلى حيز التنفيذ. رسالتهم واضحة: لا تنمية بدون تخطيط عمراني، ولا مستقبل لمدينة برشيد في ظل استمرار هذا "البلوكاج" غير المفهوم.
المدينة اليوم عند مفترق طرق. إما أن تتحمل السلطات الوصية والجماعات الترابية مسؤوليتها الكاملة، وتُخرج هذا المشروع إلى النور في أسرع وقت، أو ستظل برشيد تدفع ثمن الارتجالية العمرانية، وتفقد المزيد من فرص الشغل.
غياب تصميم التهيئة ببرشيد لم يعد مجرد تأجيل إداري، بل أصبح جريمة تنموية في حق المدينة وسكانها. فإلى متى سيظل مستقبل برشيد معلقاً بين المكاتب والملفات؟
خسائر غياب تصميم التهيئة ببرشيد
اراضي من المفترض أن يشملها تصميم التهيئة اصحابها في غرفة الانتظار ،يجهلون مصير اراضيهم، غير صالحة للبيع ولا للتجزيء .
%30 من التوسع العمراني يجري في غياب تخطيط واضح.
غياب 5 مرافق عمومية أساسية (مراكز صحية، مؤسسات تعليمية، ملاعب، مساحات خضراء).
ارتفاع البناء العشوائي بنسبة ملحوظة في ضواحي المدينة.
فرص شغل ضائعة نتيجة توقف مشاريع اقتصادية.

