عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

✍️أنين المواطن✍️ الحلقة الأولى:حين تغرق المدن و تحصى الجثث: من فيضانات آسفي (38ضحية) إلى خيام الحوز… صرخة في وجه الإهمال

✍️أنين المواطن✍️ الحلقة الأولى:حين تغرق المدن و تحصى الجثث: من فيضانات آسفي (38ضحية) إلى خيام الحوز… صرخة في وجه الإهمال

 


 برشيد نيوز: بقلم ذ. نجاة زين الدين  

لم تعد الكوارث في بلادنا أحداثا عابرة تفسر بغضب الطبيعة، بل صارت وقائع دامغة شاهدة على فشل التدبير و غياب المحاسبة.

ما وقع بمدينة آسفي لم يكن مجرد فيضانات، بل مأساة إنسانية أودت حسب بلاغات متطابقة،  بحياة  ثمانية و ثلاثين (38) مواطنا و مواطنة، و خلفت أضرارا مادية كارثية، لتضع المسؤولين أمام سؤال الدم و الضمير؟؟؟ حيث لم يكن المطر هو القاتل.

بل القاتل الحقيقي هو الإهمال و الإستهتار و سياسات التقصير و اللامبالاة و التجاهل لمطالب المواطنين الذين تكلموا عن وضع باب الشعبة و واديها منذ مدة و لا من مجيب، إلى أن حلت الكارثة، فاكتفى مسؤولونا بالجماعات الترابية للمدينة في لطم الوجه و البكاء على الأطلال و الأرواح بطبول لم نكن نتوقع، و لم نكن نظن...الخ

1)آسفي: 38 روحا في عنق البنية التحتية المهملة:

في ساعات قليلة، تحولت شوارع آسفي إلى سيول جارفة، و أحياء كاملة إلى مصائد موت:

قنوات صرف عاجزة، مجار مسدودة، طرق محفرة، و توسع عمراني بلا دراسة للمخاطر…و بنى تحتية للمدينة أقل ما يجب أن يقال عنها أنها مهترئة لكن مزينة بمساحيق مبتذلة و مهينة...

حصيلة ذلك: 38 ضحية، رقم خطير لا يختزل في إحصاء مفتوح و كارثة ثقيلة الخسارة، بل في أسر مفجوعة و مدينة منكوبة و صدمة خارج سياق المتوقع...

فحين يسقط هذا العدد من الأرواح، لا يعود الحديث عن “أمطار إستثنائية” مقبولا، بل عن فشل واضح في التخطيط و الصيانة و المراقبة، و عن مسؤوليات سياسية و تقنية لا يمكن طمسها ببلاغات التعزية وتغطيات إعلامية، تتبنى الخبر لتصنع منه "بوزا" يكتفي بمساءلة رب العباد اللطف و الرحمة بتكرار كلمات " يا لطيف الطف"، نعم نسأل الخالق اللطف بنا و لكن في نفس الوقت نسائل أصحاب الحل و العقد و التدبير الترابي أين أنتم من كل هذا؟؟؟ و أين كنتم قبل وقوع المأساة؟؟؟و أين إستباقية الإدارة في التدبير؟؟؟؟

2)من آسفي إلى الحوز: الكارثة تتبدل… و الإهمال ثابت:

و إذا كانت فيضانات  آسفي قد حصدت الأرواح في لحظة، فإن زلزال الحوز و النواحي ما زال يحصد الكرامة على مهل.

مر الزمن، و خفتت الأضواء، لكن السؤال ما زال معلقا:

أين وصل ملف إعادة الإيواء يا مسؤولينا؟؟؟

أين إعادة البناء الذي كاد أن يخرم مسامعنا من جراء تكرار وعوده الكاذبة؟؟؟

و لماذا لا تزال أسر الضحايا تعيش في الخيام بعد كارثة طبيعية مفاجئة هزت العالم برمته؟؟؟

كيف نطالب المواطن بالثقة، و نحن لم ننه بعد جراح الحوز، و ها نحن نضيف جراح آسفي و 38 ضحية جديدة إلى سجل الإهمال و التقصير؟؟؟

3)الخيط الناظم: غياب المحاسبة:

فمن آسفي إلى الحوز، تتكرر المعادلة ذاتها:

*)ميزانيات ترصد و لكن لا تراقـــــب

*)مشاريع تدشن و لكن لا تصان

*)لجان تشكل و لكن لا تحــــاسب

*)و ذاكرة رسمية قصيرة تغلق الملفات بعد إنحسار المياه...ليعود مسلسل المعاناة من جديد في سرد نمطي لحلقات جديدة  دون الحسم في الحلقة الأخيرة من مآسيه السابقة المتكررة...نحن شعب ينسى بسرعة...

إن غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة هو ما يحول الكوارث الطبيعية إلى جرائم تدبيرية.

هذه ليست مرثية… بل إتهام موثق

فالمطر لا يدان يا سادة،

و كذلك الزلزال لا يحاكم، لكن من يجب أن يحاكم هو من أهمل، و من صادق، و من تستر، و من صمت....و من....  

فهؤلاء من يجب أن يسألوا عن 38 روحا في آسفي، و عن معاناة آلاف الأسر في الحوز.

فالصمت بعد هذا الرقم ليس حيادا… بل تواطؤا معلنا.

5)مقترحات عملية لتحمل المسؤولية الآن الآن و ليس غدا:

آن الأوان للإنتقال من البلاغات إلى القرارات:

*) تحقيقات مستقلة و علنية فورا في مشاريع البنية التحتية بآسفي و كل المدن المغربية التي يكتنفها تقصير و إستهتار في أداء المسؤولية، مع نشر النتائج كاملة للرأي العام بصورة يومية.

*) تفعيل صارم لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، 

بإعفاء و متابعة كل من ثبت تقصيره إداريا أو تقنيا أو سياسيا...

*) جدول زمني ملزم لإعادة إسكان ضحايا الحوز

بتقارير دورية شفافة تحدث المواطنين عن التقدم الحقيقي في هذا الملف العالق.

*) خريطة وطنية للمخاطر الطبيعية

تدمج إلزاميا في وثائق التعمير، و تراجع دوريا بلجن خاصة للمراقبة و التتيع...

*) إشراك الخبراء و الجامعات المستقلة

بدل مكاتب الدراسات  الظرفية الخاصة أو تلك التابعة للمجالس المنتخبة و التي تديرها لوبيات الأحزاب السياسية في الخفاء و العلن، في التخطيط و التقييم....

*)صندوق طوارئ حقيقي و شفاف

يفعل دوره فور وقوع الكوارث دون بيروقراطية قاتلة و لا محسوبية مستبدة جائرة

*) تمكين المجتمع المدني الواعي و الإعلام الجاد و الموضوعي 

من المراقبة و التتبع، حماية للأرواح قبل الإسفلت.

فحين يسقط 38 ضحية في مدينة واحدة، فذلك فشل لا يبرر.

و حين تطول مدة نصب الخيام بالحوز، فذلك فشل يتفاقم و صمت يتواطأ و لبس في الملف غير مفهوم.

أما تكرار المشهد، فهو إصرار على الفشل.

من آسفي إلى الحوز، هذه صرخة من أجل الحياة، و من أجل دولة تحمي مواطنيها قبل أن تطلب منهم الصبر، لأنه بكل صراحة سئم الصبر  من صبره حين قل صبره، فمتى ستنتصر لإنــــسانــــيـــة مواطنيـــــك يا وطني الغالي يا وطنييييــــــــي.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية