تساقطات مطرية وثلجية تنهي سنوات الجفاف وتنعش آفاق القطاع الفلاحي بالمغرب
برشيد نيوز :
بعد سنوات طويلة من الإجهاد المائي والجفاف المتواصل، يشهد المغرب تحولا مناخيا لافتا يتمثل في تساقطات مطرية وثلجية منتظمة وشاملة لمناطق واسعة، خاصة البورية منها هذا “الغيث الاستثنائي” لم يكن عابرا، بل امتد زمنيا وجغرافيا، حيث تزامنت أمطار السهول مع ثلوج قمم الأطلس، ما أسهم في كسر حلقة الجفاف وفتح آفاق تفاؤلية أعادت الثقة للفلاحين وقد انعكس ذلك إيجابا على الزراعات الخريفية والشتوية، من خلال توفير رطوبة مثالية للتربة، وتحسين المسار النباتي للمحاصيل، إلى جانب إحياء المراعي الطبيعية وتخفيف الضغط عن الكسابة، فضلا عن الانتعاش القوي لمخزونات السدود والمياه الجوفية، وهو ما يمنح هامشا مهما لتأمين الري التكميلي وبرمجة موسم فلاحي واعد.
وفي هذا السياق، سجلت عدة جهات فلاحية تحسنا ملموسا في المساحات المزروعة والمردودية المتوقعة، حيث تجاوزت بعض الأقاليم الأهداف المبرمجة بفضل عودة الثقة وحسن توقيت الأمطار، خاصة خلال مرحلة الإنبات كما ساهمت الثلوج المتراكمة في المرتفعات في تشكيل “خزان مائي مؤجل” يعزز استدامة جريان الوديان وتغذية الفرشات المائية هذا الانتعاش شمل أيضا الإنتاج الحيواني مع اخضرار المراعي، وانخفاض تكاليف الأعلاف، إضافة إلى انطلاقة مبكرة ومبشرة لزراعة الخضروات الربيعية ويجمع المهنيون والمهندسون الزراعيون على أن الانتظام الزمني للتساقطات يشكل عاملا حاسما ليس فقط لرفع الكميات المنتجة، بل أيضا لتحسين جودة المحاصيل، مع ترقب شهري مارس وأبريل باعتبارهما الاختبار الحقيقي لتحويل هذا الانتعاش المائي إلى موسم فلاحي متميز ومردودية قياسية.
