تهديد صوتي يُفجّر موجة استنكار وسط جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بجهة الدار البيضاء – سطات
برشيد نيوز :
عبّرت فروع الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بجهة الدار البيضاء – سطات، عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”تهديد مباشر وصريح” طال أحد أبرز أعضائها، ويتعلق الأمر بالسيد (ر.م)، رئيس الفرع الإقليمي للكونفدرالية ببرشيد وعضو المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، وعضو المكتب الوطني لأعضاء المجالس الإدارية على الصعيد الوطني.
التهديد، الذي تم توثيقه عبر رسالة صوتية (أوديو) مرسلة على تطبيق واتساب، جاء – حسب نص بيان استنكاري توصلت به جريدة برشيدنيوز– من طرف شخص يُدعى (ن.ع)، وهو رئيس هيئة وطنية لجمعيات الآباء، وذلك على خلفية تعليق أدلى به (ر.م) بخصوص تصريحات نُسبت لـ(ن.ع) وتم تداولها في إحدى الجرائد الإلكترونية حول ما سمّي بـ”تأديب التلاميذ المتأخرين عن الدخول المدرسي”.
وجاء في البيان أن فروع الكونفدرالية بالجهة تلقّت هذا الحادث بـ”استهجان شديد”، معتبرة أن ما وقع يشكل “سلوكًا عدوانيًا خطيرًا يمسّ الحق في التعبير، ويستهدف تكميم الأصوات الحرة التي تدافع عن المدرسة العمومية”.
وأعلنت الفروع عن تضامنها المطلق واللامشروط مع (ر.م)، مشددة على أن التهديد يُعد سلوكًا “دخيلًا على الفعل التربوي والمدني”، ويكشف عن “انزلاق خطير لا يخدم لا التربية ولا القيم الديمقراطية”.
الكونفدرالية لم تكتفِ بالتنديد، بل طالبت في ذات البيان الجهات المختصة بفتح تحقيق جاد ومستعجل في مضمون التهديد الصوتي الموثق، معتبرة إياه “جريمة يعاقب عليها القانون”، داعية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في حق المعني بالأمر.
كما دعت كافة الفاعلين التربويين، والنقابيين، والحقوقيين، وجمعيات المجتمع المدني، إلى رصّ الصفوف والتعبئة من أجل “التصدي لكل محاولات التضييق على العمل الجمعوي المسؤول، والدفع نحو تكريس ثقافة الحوار بدل منطق التهديد والوصاية”.
واختتم البيان بالتأكيد على أن “أي تطاول على (ر.م) هو تطاول على جميع مكونات الكونفدرالية الوطنية بالجهة”، محمّلًا الجهات التي تقف وراء هذا التهديد كامل المسؤولية عن أي اعتداء محتمل قد يطال المعني سواء كان معنويًا أو جسديًا أو إداريًا.
كما شددت الكونفدرالية على احتفاظها بحقها الكامل في سلك كل المساطر القانونية الكفيلة بإنصاف المتضرر وردع كل معتدٍ، مؤكدة أنها ستضع التسجيل الصوتي الموثق رهن إشارة السلطات المختصة عند الاقتضاء.
الحادث يعيد إلى الواجهة النقاش حول حرية التعبير داخل الوسط التربوي، ودور جمعيات الآباء في مواكبة الشأن المدرسي دون انزلاقات تمسّ بمبادئ الديمقراطية والتدبير التشاركي. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى تأطير العلاقة بين مكونات المنظومة التربوية بما يضمن سلامة الأشخاص، وحرية الرأي، وكرامة الفعل الجمعوي.
