مبادرات بلا حدود تواصل حملاتها بحي جوهرة… ومساعي جديدة للمجلس الجماعي بالدروة لتدارك ما ضاع سابقا
برشيد نيوز : متابعة
تستمر جمعية مبادرات بلا حدود في تنظيم حملاتها البيئية التطوعية بحي جوهرة بمدينة الدروة، حيث أشرفت نهاية هذا الأسبوع الأخير على النسخة الثالثة من حملة النظافة التي استهدفت الشريط الفاصل بين اتجاهي الشارع الرئيسي وعدداً من الأزقة والمحيط الخارجي للمؤسسة التعليمية العمومية بالحي.
الحملة عرفت مشاركة فعالة للمتطوعين الذين تمكنوا من إزالة كميات مهمة من الأزبال و النباتات الميتة، رغم الصعوبات التي واجهوها بسبب تراكم الأغراس العشوائية التي تحولت إلى بؤر للنفايات والحشرات والفئران. غير أن ضعف الوسائل المتاحة للجمعية شكل عائقاً، إذ تعذر توفير الأكياس البلاستيكية الضرورية، مما اضطر المتطوعين إلى حرق جزء من النفايات القابلة للانتشار، بينما تركت مخلفات البستنة على عاتق مصلحة النظافة التابعة للمجلس الجماعي قصد رفعها.
ولم يخف المتطوعون أسفهم من غياب انخراط كافٍ من ساكنة الجوار، في حين سُجّل تفاعل إيجابي من سكان الأزقة المجاورة للمدرسة العمومية بجوهرة، حيث شاركوا في تنظيف محيط المؤسسة وعدد من الأزقة، في مشهد جسّد الروح الجماعية التي تراهن عليها الجمعية لإنجاح مبادراتها.
وكعادتها، نظمت مبادرات بلا حدود فطوراً جماعياً على شرف المشاركين، لما يحمله هذا التقليد من أبعاد اجتماعية وثقافية ترسخ قيم الود والتآزر.
وفي هذا السياق، أشادت الجمعية بالدور الكبير للسلطة الإقليمية بقيادة عامل إقليم برشيد، جمال خلوق، وكذا السلطة المحلية بقيادة منير أقبوشن رفقة عدد من أعوانها، الذين وفروا الأرضية المناسبة لتحرك المجتمع المدني بعد سنوات من التهميش، مما يفتح الباب أمام الجمعيات لإطلاق مبادرات ميدانية ملموسة تعكس انتظارات الساكنة.
وتأتي هذه المبادرات في ظل غياب العناية الكافية بالمساحات الخضراء في الدروة منذ إنسحاب الشركة السابقة المكلفة بالبستنة، وهو ما جعل عدداً من الفضاءات تتحول إلى نقط سوداء. غير أن المستجد الأبرز هو اخبار عن إبرام المجلس الجماعي، اليوم، صفقة جديدة مع إحدى الشركات الخاصة بالبستنة، في خطوة يُنتظر أن تساهم في إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء التي تضررت بشكل كبير، وأن تعيد الثقة للساكنة في تدبير هذا القطاع الحيوي، بل وفي تدبير الشأن المحلي بصفة عامة.
وفي سياق متصل، يتجه المجلس الجماعي خلال الأيام المقبلة نحو إبرام صفقة جديدة خاصة باقتناء حاويات للنفايات، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول معايير اختيار هذه الحاويات بما يضمن تقبل الساكنة لها دون الاحتجاج على أماكن وضعها، خصوصاً في ظل هاجس انعدام تنظيفها وتعقيمها بشكل مستمر، لغياب خلية خاصة بصيانة وتطهير الحاويات في مواقعها.
وبين الجهود التطوعية للمجتمع المدني، والتحركات الرسمية للجماعة، والدعم الملموس من السلطات، يبقى السؤال مطروحاً ، هل يشكل هذا التلاقي فرصة حقيقية لرد الاعتبار لمدينة الدروة، والانتقال بها نحو بيئة حضرية نظيفة ومساحات خضراء لائقة بمكانتها وكثافتها السكانية؟