محمد ضعلي يعود إلى الواجهة : "الأحرار" يراهن على "ابن الحزب" لاستعادة بريقه في سطات .
برشيد نيوز : محمد الساقي
من قلب إقليم سطات، يترقب المشهد السياسي عودة مثيرة للجدل بعد غياب عن الصفوف الأمامية، يُعلن السياسي المخضرم محمد ضعلي انضمامه مجددًا إلى سباق الانتخابات التشريعية لعام 2026، ولكن هذه المرة تحت راية التجمع الوطني للأحرار. هذه العودة ليست مجرد ترشح عادي، بل هي بمثابة إعلان حرب على الماضي، وفتح لصندوق أسرار "الحمامة" في الإقليم.
في تصريح خاص، لم يتردد ضعلي في كشف الأوراق، مؤكدًا أن الخيانة السياسية والضرب من تحت الطاولة هما من قسما ظهر الحزب في الانتخابات السابقة. تصريحات قوية ومباشرة من رجل يُعتبر من أبناء الحزب الأوفياء، انخرط في صفوفه منذ عام 1978، وشغل مناصب تنظيمية رفيعة. ضعلي، الذي كان ضحية ما أسماه "تقارير مغلوطة" أدت إلى إقصائه "بطريقة غير ديمقراطية"، يُلوّح اليوم بكشف المستور في الوقت المناسب، ليضع بذلك قيادة الحزب أمام تحدٍ حقيقي.
عودة ضعلي، الذي يملك قاعدة جماهيرية واسعة وتجربة ميدانية عميقة في الأوساط الحضرية والقروية، تُعيد النقاش حول مستقبل "الأحرار" في سطات. فهل تُراهن قيادة الحزب على مناضليه الحقيقيين وتُجدد الثقة في وجوه لها امتداد شعبي، أم أنها ستُفضّل مجددًا سياسة "الترضيات" والحسابات الانتخابوية الضيقة؟
ضعلي لا يرى في عودته مجرد ترشح، بل يراها فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب، مؤكدًا أن "الحزب محتاج لأبنائه الحقيقيين، وليس لمن التحقوا به لأغراض انتخابية فقط".
تُطرح اليوم أسئلة حاسمة: هل ستُقدم قيادة التجمع الوطني للأحرار على تغيير حقيقي يُصحّح أخطاء الماضي ويُعيد توحيد الصف؟ أم أننا سنكون على موعد مع تكرار لنفس السيناريو الذي أضعف الحزب في الانتخابات السابقة؟ الأيام القادمة وحدها من ستحمل الإجابة، وسيكشف لنا التاريخ، الذي لا يرحم، عن مآلات هذه العودة التي قد تكون نقطة تحول مفصلية في تاريخ "الأحرار" بإقليم سطات.


.jpeg)