منطقة لولاد " فيني ".. حالتا انت.حار منفصلتان تهز منطقة امزاب لطفلة وشاب في يوم واحد
برشيد نيوز : محمد الساقي
شهد إقليم سطات مساء يومه الأربعاء، 16 يوليوز 2025، فاجعتين منفصلتين هزتا الرأي العام المحلي، تمثلت في حالتي انتحار منفصلتين راح ضحيتهما طفلة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، وشاب في مقتبل العمر لا يتعدى الثامنة عشرة. هذه الأحداث الأليمة تثير تساؤلات عميقة حول الأسباب الكامنة وراء تنامي ظاهرة الانتحار في صفوف الفئات العمرية الشابة.
في دوار الفرش التابع لجماعة الخزازرة قيادة النخيلة الخزازرة دائرة ابن احمد الشمالية ، اهتزت ساكنة المنطقة على وقع نبأ انتحار الطفلة التي تبلغ من العمر 14 سنة، بعدما عُثر على الفتاة معلقة بحبل داخل منزل والديها مساء هذا اليوم، في مشهد مروع ترك جيرانها وعائلتها في حالة صدمة وذهول. لم تتضح بعد الأسباب الحقيقية التي دفعت الطفلة لإنهاء حياتها بهذه الطريقة المأساوية، مما يزيد من غموض الحادثة ويترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات. وفور علمها بالخبر، هرعت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لولاد إلى عين المكان لفتح تحقيق معمق وكشف ملابسات الواقعة.
وفي نفس اليوم، وبالتحديد في دوار الحريشة التابع للجماعة الحضرية ثلاثاء الأولاد، لفظ شاب في الثامنة عشرة من عمره أنفاسه الأخيرة بعد أن أقدم على تناول مادة سامة. الشاب، الذي لم تُعرف بعد دوافعه، حاول أفراد عائلته وبعض المتدخلين إنقاذه، حيث تم نقله على وجه السرعة بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي بمدينة خريبكة. وبعد معاينة الطبيب، تقرر ضرورة نقله فورًا إلى مدينة الدار البيضاء لخطورة حالته. إلا أن القدر لم يمهله، حيث وافته المنية في الطريق قبل وصوله إلى وجهته النهائية. تم إرسال جثمان الشاب إلى المستشفى الإقليمي بسطات لإجراء التشريح الطبي، أسوة بحالة انتحار الطفلة، وذلك لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة .
تأتي هاتان الفاجعتان لتسلط الضوء مجددًا على ضرورة معالجة ظاهرة الانتحار، خاصة في صفوف اليافعين والشباب. إن غياب الدعم النفسي والاجتماعي، والضغوطات اليومية، والمشاكل الأسرية، والتنمر، قد تكون عوامل مساهمة في دفع البعض إلى طريق اللاعودة. يدعو هذا الحادث المزدوج الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات المحلية، والمؤسسات التعليمية، ومنظمات المجتمع المدني، والأسر، إلى تكثيف جهودها لتوفير بيئة داعمة للأطفال والشباب، وتعزيز الصحة النفسية، وتوفير آليات للدعم والمساعدة لكل من يعاني في صمت. كما يؤكد على أهمية التوعية بخطورة الانتحار وكسر حاجز الصمت المحيط بهذه الظاهرة المؤلمة، لإنقاذ أرواح أخرى قد تكون على شفير الهاوية.