مع قرب الامتحانات لنحارب ظاهرة الغش .. أولادعبو نموذجا
برشيد نيوز : هشام سيقل/ أولاد عبو
مع اقتراب كل موسم دراسي من نهايته، تعود إلى الواجهة ظاهرة الغش في الامتحانات، لتطرح من جديد تساؤلات حقيقية حول مصداقية التقييم ومكانة القيم داخل المؤسسات التعليمية، وهي ظاهرة تهدد مبدأ تكافؤ الفرص وتُفقد الشهادة قيمتها.
من المؤسف أن بعض الأطر التربوية تتواطأ بشكل مباشر أو غير مباشر، إما بالتساهل أو بغض الطرف عن الممارسات المخالفة، مما يشجع البعض على الاستهتار ويتسبب في ظلم للتلاميذ المجتهدين.
إن المراقبة داخل الأقسام يجب أن تكون سواسية، فليس من العدل أن يكون قسم تحت مراقبة صارمة وآخر في جو من التهاون والتسيّب ، إن هذا التفاوت يزرع الإحباط في نفوس التلاميذ ويعزز ثقافة "التحايل بدل الاجتهاد".
وما يزيد من خطورة الظاهرة، ما يُتداول من شائعات في الأماكن العامة عن وجود سماسرة يتدخلون في هذا الشأن مقابل مبالغ مالية، وهو أمر إن صحّ، فإنه يسيء إلى المنظومة التعليمية برمتها، ونتمنى صادقين أن لا يكون وطننا عامة، ومنطقة أولادعبو خاصة، عرضة لهذا النوع من الاستغلال.
وفي خضم هذه الجهود لضمان نزاهة الامتحانات، لا يمكن أن نغفل جانبًا خطيرًا آخر، يتمثل في تعرض بعض الأساتذة للعنف اللفظي أو الجسدي حين يكونون في مستوى عالٍ من اليقظة والحزم أثناء المراقبة، فبدلاً من أن يُقابل هذا السلوك المهني بالاحترام والتقدير، يُواجه أحيانًا بالتهديد أو التجريح، سواء من بعض التلاميذ أو أولياء أمور يبررون الغش بدعوى "مساعدة أبنائهم على النجاح" وهذا أمر مرفوض تمامًا، ويُعد مسًّا بهيبة الأستاذ ودوره التربوي، ويستوجب وقفة حازمة من الجميع لحماية الأطر التعليمية وتعزيز مكانتهم داخل المجتمع، لأن الأستاذ اليقظ هو صمام أمان لنزاهة الامتحانات وعدالتها.
من هنا نقول إن التصدي لظاهرة الغش لا يمكن أن ينجح إلا بتكاثف الجهود .. أسرة، ومؤسسات، ومجتمع مدني، وإعلام .. وعليه لا بد من تفعيل آليات الزجر، لكن الأهم من ذلك هو ترسيخ ثقافة الاستحقاق، وغرس القناعة لدى التلميذ بأن النجاح الحقيقي لا يُشترى ولا يُنتزع بالغش، بل يُبنى بالجد والاجتهاد.
لنحافظ على نزاهة الامتحانات، ولنكن جميعاً، تلاميذ وأساتذة وإداريين، في صف واحد ضد الغش .. فنجاح حقيقي أفضل من شهادة مزيفة.