تحديات تعديل الامتحانات الإشهادية للمكفوفين في المغرب
ضمن الحملة الوطنية للإعاقة، يتجدد النقاش حول إمكانية إدراج لغة برايل في امتحانات الباكالوريا لفائدة التلاميذ المكفوفين. هذا المطلب يستند إلى حقوق تربوية ولكنه يواجه تحديات تنظيمية وبنيوية معقدة، حيث أظهرت شهادات ميدانية أن العديد من التلاميذ لا يتقنون أساسيات القراءة والكتابة بلغة برايل، كما تفتقر بعض المؤسسات التعليمية إلى الأطر المؤهلة والوسائل التقنية اللازمة.
عبد اللطيف المومني، أستاذ بمؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير، أشار إلى أن إدراج لغة برايل لا يزال غير ممكن بسبب اختلالات في المنظومة التعليمية، حيث يعتمد التلاميذ على المرافقين بصفة مستمرة. كما أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تعاني من نقص في الأساتذة المؤهلين لتدريس المكفوفين، مما يعقد الوضع أكثر. وقد قوبلت مقترحات إدخال لغة برايل في الامتحانات بالرفض، رغم وجود تجارب ناجحة محلية.
من جهته، أكد محمد العلوش، أستاذ آخر، أن إدراج لغة برايل ممكن إذا توفرت الإرادة والإجراءات اللازمة، مشددًا على أهمية توفير طابعات بلغة برايل في كل جهة. كما دعا الخبير الدولي عبد الرزاق بوغنبور إلى ضرورة إرساء شراكات بين وزارة التربية الوطنية والمنظمات المختصة لإعداد دليل وطني خاص بتنظيم الامتحانات للمكفوفين، مؤكدًا أن إدماج لغة برايل ليس امتيازًا بل حق مشروع يضمن المساواة والعدالة التعليمية.