سطات.. جامعة الحسن الأول ووزارة التضامن تطلقان شراكة تاريخية لدعم ذوي الإعاقة
برشيد نيوز : محمد الساقي
في مشهد يجسد التلاحم المؤسساتي والالتزام المشترك بقضايا المجتمع، احتضنت رحاب جامعة الحسن الأول بمدينة سطات زوال يومه الجمعة 18 أبريل 2025، فعاليات وطنية ذات أبعاد عميقة. تمحورت هذه الفعاليات حول ندوة علمية هامة وتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية جمعت بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة وجامعة الحسن الأول، ممثلة بمعهد علوم الرياضة. وشهد هذا الحدث حضوراً وازناً تقدمته معالي السيدة نعيمة ابن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مما أضفى على المناسبة زخماً وأهمية بالغين.
استهلت فعاليات هذا اليوم المتميز بكلمة ترحيبية من رئيس جامعة الحسن الأول، الذي أكد على الدور المحوري الذي تضطلع به الجامعة كمؤسسة وطنية ملتزمة بقضايا مجتمعها، وفي مقدمتها دعم ومساندة الأشخاص في وضعية إعاقة. كما أشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة الوصية في هذا المجال، مثمناً أواصر التعاون الوثيقة بين الجانبين.من جانبه، أعرب مدير معهد علوم الرياضة عن التزام المعهد الراسخ بتعزيز البحث العلمي والتكوين المتخصص في مجال رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً على السعي الدؤوب لتخريج أجيال من الكفاءات المؤهلة والقادرة على إحداث تغيير إيجابي وملموس في المجتمع.
وفي كلمتها القيّمة التي ألقتها تحت عنوان "دور الجامعة في تجويد السياسات العمومية في مجال الإعاقة"، سلطت السيدة الوزيرة الضوء على الأهمية القصوى لانخراط المؤسسات الجامعية في صياغة وتقييم السياسات العمومية المتعلقة بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. وأكدت على الدور الحيوي الذي يلعبه البحث العلمي والتكوين الأكاديمي في تحقيق الأثر المجتمعي المنشود وتمكين هذه الفئة من المجتمع.
وعلى هامش هذه الندوة الهامة، تم تتويج هذا التعاون بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الوزارة والجامعة. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات الدعم الأكاديمي والعلمي والتكويني، وإطلاق مبادرات نوعية تستهدف خدمة الأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك في انسجام تام مع التزامات المملكة المغربية على الصعيد الدولي في هذا المجال.
وقد أضفت العروض الرياضية المذهلة التي قدمها رياضيون من ذوي الإعاقة، والذين أبانوا عن مهارات وقدرات استثنائية في رياضات متنوعة ككرة المضرب على الكراسي المتحركة وكرة القدم للمكفوفين (السي سيفوت)، جواً من الإلهام والتحدي. وشكلت مشاركة طلبة رياضيين وأبطال وطنيين تجسيداً حياً لإمكانياتهم وتميزهم اللافت.
كما شهد هذا اليوم لحظة تقدير وعرفان بتكريم الأستاذ عبد المجيد مكني، وذلك بمناسبة انتخابه نائباً لرئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، اعترافاً بمسيرته المتميزة وجهوده الدؤوبة في الدفاع عن حقوق هذه الفئة على المستوى الدولي.
وكان من اللحظات المؤثرة في هذا اللقاء، تكريم أبطال البارالمبياد المغاربة الذين تألقوا في دورة باريس 2024. وقد تقاسم هؤلاء الأبطال قصصاً ملهمة عن تجاربهم في التغلب على التحديات وتحقيق النجاح والارتقاء، ليصبحوا بذلك نماذج يحتذى بها ومصدر إلهام للشباب والطلبة.
إن هذه الفعالية النوعية تأتي في سياق رؤية شمولية تضع الرياضة كرافعة أساسية للإدماج الاجتماعي، وتعتبر الجامعة فضاءً خصباً للابتكار وتعزيز قيم المساواة والانخراط المجتمعي الفاعل، بما يخدم القيم الإنسانية النبيلة ويعزز المواطنة المسؤولة.