أصل التسمية : كراج علال Garage Allal
برشيد نيوز:
قادتني جولتي على مثن دراجتي الهوائية عبر شوارع الدارالبيضاء للوقوف على معلمة محطة كراج علال ( الزائر اليوم لكراج علال يلاحظ أن مكان وزمن الصورة توقف لم يتغير والدار مازالت على حالها والكراج أصبح مستودعا لبيع الملابس الجاهزة. .) ،هذه المحطة الطرقية التي كانت قديما نقطة لقاء عدد من المسافرين .
أصبح اليوم المكان عبارة عن ساحة بها بعض الكراسي للراحة ،ركنت دراجتي بجانبي وجلست أتأمل المكان وعادت بي الذاكرة إلى طفولتي حينما كنت أرافق أمي من العروبية إلى الدارالبيضاء في زيارة "حنة الزوهرة" ،كنا نمضي أسبوعا تقريبا وعندما نريد العودة كانت المسكينة ترافقنا إلى" كراج علال "لنستقل الكار صوب زطات / سطات.
كان كراج علال يعج بالحركة ،الباعة ،الحمالة،ماسحي الأحذية ،وكانت أصوات منبهات الحافلات وازير وهدير محركاتها تملأ المكان ضجيجا وكانت حنة ملفوفة في ايزارها الأبيض وأمي في جلبابها ونقابها يتعانقان عند مؤخرة الحافلة تتوادعان وتدرفان الدموع كان رحلتنا أبدية دون رجعة وكنت أنا احملق بعيني في باعة "جبان كلبان" وتقبلني حنة وتدس في يدي ريالا أو ريالين ثم تغادر ونصعد نحن الحافلة بعد أن تسلم امي "للكريسون" سلتان من قصب واحدة تحوي خبزا وأواني مستعملة وأخرى تحوي ألبسة هي كذلك....
يدير السائق محرك الحافلة ويضغط على المنبه بقوة ليصعد الركاب ويغلق الكريسون / الشحام الأبواب وتتحرك الحافلة ويعم بداخلها الدفء ويتحول الدفء إلى ضباب ورائحة تزكم الانوف وكانت أمي تصاب بالغثيان وكنت أنا أكتب باصبعي على زجاج نافذة الحافلة المضببة وكانت امي تمنعني من ذلك لكني كنت مشاكسا وعنيدا أصر على الكتابة فتتركني أفعل ماأريد وهي تتوعدني بالعقاب فور وصولنا .
يمضي الوقت فأشعر انا الآخر بدوران في رأسي اتوسد ركبتيها وتطلب مني أن اغمض عيني كي لا اتقيا فأنام إلى أن أستيقظ على صوت الكريسون /الشحام "سطات... سطات ...