ظاهرة التسول بالأطفال ببرشيد : ظاهرة مقلقة وتتفاقم بشكل كبير
بقلم ياسين حيرشي أستاذ الفلسفة وباحث متخصص في حماية الطفولة ومساندة الأسرة.
برشيد نيوز: متابعة
عرفت مدينة برشيد تفاقم كبير لظاهرة التسول بالأطفال بشكل خطير ومؤرق خاصة بمدخل المدينة على الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة الدار البيضاء وبرشيد، فما إن تتوقف إحدى السيارات بالإشارات الضوئية لمدخل المدينة حتى نلاحظ تهافت كبير لأطفال أبرياء حول السيارات قصد منحهم بعض الدريهمات، وهم خاضعين لمراقبة صارمة من طرف راشدين يستغلونهم أبشع استغلال ويمارسون عنهم الوصاية.
رغم كل القوانين التي سنت من أجل محاربة استغلال الأطفال في هذه ظاهرة التسول، إلا أن هذه الأخيرة فرضت نفسها بقوة بمدخل المدينة، وجعلت الأطفال الأبرياء يتدفقون من كل جانب ويلتفون حول سيارة ما، من أجل إثارة الشفقة والحصول على بعض المال من سائقها، في غياب تم للمسؤولين على هذا الوضع الكارتي الذي يحرم الطفل من جميع حقوقه التي تضمنه له التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية لحماية حقوق الطفل. فمكان الطفل ليس هو الشارع بل المدرسة، وتواجده بالشارع ناتج عن استغلاله من طرف غرباء سماسرة و شبكات إجرامية... ويبقى السؤال المطروح: أين دور المجتمع المدني و القطاعات الوزارية المسؤولة عن حماية الطفولة للحد من هذه الظاهرة التي بدأت في تصاعد بمداخيل مدينة برشيد ووسطها ؟
إننا اليوم وفي ظل استفحال هذه الظاهرة بمدينة برشيد، أصبحنا مطالبين بالانخراط في محاربتها من خلال تضافر جهود جميع فعاليات المجتمع المدني والفاعلين المعنيين من أجهزة أمنية وقضائية ومدرسة وإعلام، والعمل على التصدي بقوة للشبكات الإجرامية التي تستغل أطفال أبرياء، باعتماد آليات زجرية وقانونية للحد من آفة التسول عامة وإنقاذ الأطفال الضحايا، الذين لا يجوز تحت أي مسوغ حرمانهم من حقوقهم في التمدرس واللعب...
