لحباشة في سطور (1)... كريز أولاد رحال
بقلم: الجيلالي طهير
يشعر الناس بالحاجة الى معرفة من هُم وإلى أي مجموعةٍ ينتمون. فُقدان الشعور بالانتماء يجعلهم مهددين في شخصيتهم، مُعتبرين أنفسهم نكراتِ يبتلعها العدم. لا ندري هل "كريز" إسم موقع أم إسم مجموعة بشرية حلت منذ القدم بالمكان. يقول الإخباري محمد بن عبد السلام الضعيف الرباطي، الذي عاصر حكم المولى سليمان(1797- 1822) أن أخاه أحمد نزل عند أصحابه كريز بأولاد حريز وكانوا يبيتون في الحقول مع الخماسين بسبب انعدام الأمن. ويعني ذلك أن كريز قد تكون هي النواة الأولى التي عرفت الاستقرار قبل ان تنصهر فيها العناصر الوافدة على عهد المولى عبد الرحمان (1822- 1859).
من أثرياء كريز في القرن التاسع عشر يوجد أشخاص خرجوا عن طوع المخزن، ودخلوا تحت الحماية الأجنبية حفاظاً على الأنفس والممتلكات، وهم الذين سبقوا غيرهم إلى الاستقرار في الدور المبنية بالحجارة عوض الخيام. من بين هؤلاء ادريس بن صالح الكريزي الذي كانت له حماية من طرف الدولة الهولندية. والحسين بن حمو الكريزي الهدروسي، وقاسم بن عبد الحميد الكريزي الهدروسي، وأحمد بن صابر الكريزي الهدروسي وكلهم كانوا تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية. كان أحمد بن صابر الكريزي يتعاطى التجارة، بوصفه سمساراً للتاجر ابراهام عطية ترجمان القنصلية الأمريكية. وقد يكون هو نفسه أحمد بن عبد القادر بن صابر الكريزي العيساوي المتوفى سنة 1906. كان هذا الأخير قيد حياته متزوجاً من أمينة بنت محمد الأشهب وطامو (او طوطو) بنت رحمة الفقرية. وقد ترك من الأولاد: العربي، بوشعيب، حادة، فاطمة، الحاجة، القدورية المتزوجة سنة 1887 بالدار البيضاء، ورقية المتزوجة بالمذاكرة، وربيعة المتزوجة سنة 1907 بقصبة بن مشيش، وربيعة طليقة ادريس بن صابر سنة 1932. وقد يكون هذا الأخير هو نفسه ادريس بن صابر الكريزي الذي تعرض للإفلاس وبيعت أملاكه العقارية المرهونة بالمزاد العلني سنة 1921 لتسديد الدين. وهو ما مجموعه 114 هكتار، بما في ذلك الدار والرياض الاصطبل والجنان فوق مساحة 40 هكتار.
في بداية القرن العشرين، أي ما قبل الإحتلال الفرنسي، كانت كريز اولاد رحال تشكل فخدة يحكمها الشيخ الحاج صالح بن احمد، ومقسمة إدارياً إلى قسمين وهما: كريز موالين الحفرة وكريز موالين الجبوب. كانت كريز موالين الحفرة تضم: أولاد محمد بن عمرو، وأولاد عمرو، ولكنانشة. وتضم كريز موالين الجبوب كل من: كريز أولاد عيسى، والطبالة، ودكالة، والزواتنة، والركاكنة، والعوامر، والقواسم. ثم بعد ذلك اصبحت المشيخة ممثلة في جماعة اولاد حريز بالاعيان السي ادريس الرحالي والحاج سعيد بن عبد الله الدكالي. ومن بين الأشخاص الذين تولوا السلطة خلال فترة الحماية الشيخ لحسن بن المعطي ولد بحرية، جد أولاد البكري من أمهم السيدة الزوهرة بنت ولد بحرية.
بينما شغل أحمد بن عبد القادر بن ربيعة الكريزي العيساوي منصب مقدم كريز أولاد عيسى. كان هذا الاخير يسكن بدار مبنية بالقرب من مقبرة سيدي العربي، وكان له من الزوجات عائشة بنت محمد، رقية بنت أحمد بنعزوز، صفية بنت محمد بن الجيلالي، شامة بنت الحاج لحسن. انجب منهن: بوشعيب، أحمد، عبد القادر، عيسى، لحسن، محمد، الكبير، عمرو، يامنة وهي والدة الزميلة الحاجة خديجة الناجح، موظفة متقاعدة ( زوجة التقني المتقاعد الحاج بوشعيب زهير). ومن أشهر حفدة أحمد بن ربيعة الفقيد الحاج محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد القادر بن ربيعة، الذي أعطى اسمه لمسجد ولد ربيعة بحي الرياض. وكان له من الزوجات، من أصل حريزي، بنت الحاج عبد الكريم الزيات المنياري، أم المرحوم الحاج أحمد بن ربيعة،المستشار السابق بالمجلس البلدي برشيد، عن حزب الاتحاد الاشتراكي؛ وبنت الحاج بوشعيب بن الستي، أم جمال بن ربيعة، الرئيس الحالي للمجلس البلدي بالجديدة، عن حزب الاستقلال.
من أعيان كريز خلال فترة الحماية العربي بلحاج الغزواني وأخوه المصطفى من دوار أولاد عمرو؛ وبوعزة بلحاج أحمد الشباكي؛ والحاج الوراق بلمعطي الركاني؛ والحاج موسي العمري ( متوفي سنة 1946، وهو والد المرحوم عزمي عبد الرحمان من قدماء لاعبي بوسفية برشيد)؛ وأولاد بلعباس الطبيلي، الخ ....
بعد الاستقلال، أي خلال فترة الستينات، سيتم تقسيم كريز إلى ثلاثة دوائر انتخابية، وستصبح ممثلة بثلاثة أعضاء في المجلس القروي لجماعة جقمة. والدوائر المعنية هي: دائرة كريز أولاد عيسى وأولاد محمد بن عمرو وأولاد عمر وشباكة، بدار الشيخ المعطي باولاد عمرو، ومن رجالها عزمي الجيلالي بن المصطفى، حمادي بن البهلول بن محمد بن احمد. ودائرة الزواتنة والعوامر وشرقاوة، بدار بلعباس الطبيلي، ومن رجالها زياد بوشعيب (معلم)، وزهير محمد بن الحاج بوشعيب (فقيه وامام)، وسعيد جنان بن موسى بن موسى ( أخ الحاجة زهرة بنت السي موسى زوجة بوشعيب بلبكري). واخيرا دائرة كريز عبارة والركاكنة، ومركزها بناية محطة الأرصاد الجوية، ومن رجالها: رزقي علي بن بوشعيب، وعمرو بن الطاهر، وشافية محمد بن الحاج عيسى، وأخوه عبد الواحد. وللإشارة فإن محطة الأرصاد المشيدة سنة 1936 تقع فوق عقار مساحته 15 تم بيعه من طرف بوعزة ولد الشيخ عبد القادر للمعهد العلمي الشريف سنة 1932.
لا ينتهي الحديث عن كريز أولاد رحال ورجالاتها. نذكر من العائلات التي يجري ذكرها على كل لسان حاليا بمدينة رشيد، عائلة كرادة الصغير ولد خالي امحمد الكريزي، من قدماء يوسفية برشيد؛ وعائلة الأستاذ السي ادريس الخلفي الكريزي؛ وعائلة بنربيعة الكريزي، وعائلة العمري، نسبة الى العوامر، ومنهم المرحوم الحاج محمد بن سليمان بن الحاج المعطي العمري الذي اعطى اسمه لمسجد ولد سليمان بحي مولاي رشيد. وكان جده الحاج المعطي، قايد الميا في الحركة المخزنية، ذهب الى بيت الله الحرام راجلا على الاقدام وتوفي هناك بالديار المقدسة، وابن عمه العمري الحاج محمد بن بوشعيب بن الحاج الرامي العمري (ولد بش). وعائلات أولاد بلغزواني، و النازة، وأولاد الباهية، وأولاد خشام من الركاكنة ومنهم الدكتور مشعل من أولاد خشام؛ وعائلات الزاتني وارزيق من الزواتنة؛ والشافعي عبد الوهاب من عبارة، الخ...
يتبع