الگارة : الرغبة في التغيير ستفرخ الكثير من الأحزاب
بقلم : فخر الدين بوزيد
سيشهد المعترك الانتخابي بمدينة الكارة في الاستحقاقات القادمة ، تنافسا غير مسبوق من حيث عدد الأحزاب التي ستخوض الإنتخابات البرلمانية والجماعية المزمع تنظيمها السنة القادمة ، فحسب التحركات الجارية في مدينة الكارة في الأشهر القليلة الماضية فإن الساحة عرفت وستعرف تجديد أغلب المكاتب المسيرة لفروع الأحزاب المعروفة محليا ، مثلما ستعرف دخول أحزاب جديدة إلى المنطقة وذلك في محاولة منها للحصول على موطىء قدم لها على حلبة التنافس ولنيل أكبر عدد من المقاعد المتاحة لها .
كل هذه الأحزاب التقطت الإشارة وهي تحاول مجاراة رغبة الساكنة في التغيير وفي تشبيب النخب ، وأملنا نحن كغيورين على المنطقة هو ألا تقتصر استراتيجياتها المختلفة على تغيير الوجوه القديمة أو تطعيمها بوجوه أخرى شابة فقط ، بل أن تتعمق أكثر وأن تقوم بتغيير المنظومة في شموليتها وأن تقطع مع الأساليب التي اعتادت أن تخوض وفقها الانتخابات من شراء للذمم والأصوات وإنزالات في اللوائح الانتخابية وتدخلات في التقسيم الانتخابي واعتماد على الأعيان وسخرة لبرلمانيين من خارج المنطقة ... إلخ.
في هذا الإطار قام حزب الاستقلال بتجديد مكتب فرعه بمدينة الگارة وطعمه بعدد من العناصر الشابة مع الاحتفاظ ببعض الوجوه القديمة معتبرا إياها دعامات لا مناص من تأثيثها للمشهد ، في حين قرر حزب الأصالة والمعاصرة تغيير تشكيلة مكتبه المحلي بصفة شمولية وتشبيبها كليا ، أما حزب الإتحاد الاشتراكي فيشهد في الآونة الأخيرة نقاشا جادا ومسؤولا وعينه على اكتساح الانتخابات القادمة ونحن ننتظر مدى تجاوبه مع رغبة الجماهير في ضخ دماء جديدة لماكينة الوردة.
حزب العدالة والتنمية من جهته يحاول ترميم صفوفه خاصة بعد النزيف الذي تسببت فيه الاستقالات الجماعية التي فتتت كتابته المحلية وهدفه الحالي يتركز على التنقيب على وجوه مشرفة وقادرة على الحفاظ على الأقل على مكتسباته في الإنتخابات الأخيرة.
هذا عن الأحزاب التي تكون المجلس الجماعي الحالي ، أما عن الأحزاب الأخرى التي تريد أن تزرع بذورها في أرض المذاكرة الخصبة ، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار قاب قوسين أو أدنى من تأسيس محليته وستكون في الغالب مختلطة ما بين وجوه جديدة وأخرى أثبتت جدواها في إنتخابات سابقة ، الحزب الإشتراكي الموحد من جهته يعول على خلق دينامية جديدة في الساحة المحلية وسيركز في اختيار جنود كتيبته على النوع أكثر من الكم أو الكيف ومعسكره قيد التشكل وبثبات ، أما حزب التقدم والإشتراكية فإنه يفتح أبوابه في وجه من يرغب في حمل لوائه في الإنتخابات القادمة بالمنطقة لكن مفاوضاته تبقى محتشمة محليا وهو يبحث عن قائد لغزوته .
أحزاب أخرى دخلت في مفاوضات مع نخب محلية مع فارق مهم ألا وهو استعدادها لمنح تزكية خوض الإنتخابات البرلمانية لأحد أبناء الگارة ، ونذكر منها حزب الوسط الإجتماعي و حزب النهضة والفضيلة والحزب المغربي الحر وغيرها من أحزاب ... لكن مفواضاتها لا تزال في المهد وقد لا تسفر عن شيء البتة .
ختاما نتمنى أن تعي الأحزاب التي ستخوض انتخابات 2021 بأنه بدون القطع مع الأساليب الماضية جملة وتفصيلا فإن النتائج ستتوزع فيما بينها وستتمخض الإستحقاقات القادمة عن مجلس جماعي مبلقن ومكون من أقليات متنافرة ومتناحرة وهو ما سيشل حركته وسيقتل أي عمل سياسي مستقبلي في المنطقة .