بقلم د. زهير الحريزي : الرجاء - بيتيس لقاء رياضي بحمولة ثقافية
برشيد نيوز : بقلم د. زهير الحريزي
من خلال القراءات المتقاطعة للمباراة الودية بين الرجاء الرياضي و نادي ريال بيتيس الإسباني تمة تسجيل نجاحات و مكاسب رياضية مهمة تقنيا و تنظيميا و تسويقيا أهمها.:
- الحضور الجماهيري الكبير أضفى على اللقاء جمالية و احتفالية أبهرت مكونات فريق بيتيس..
- طريقة تسويق تذاكر المقابلة عبر الإنترنت في سابقة في تاريخ فرق كرة القدم المغربية.
- التقديم الاحترافي الغير المسبوق للاعبي الرجاء على الطريقة الأوروبية.
- تكريس ثقافة الاعتراف بتكريم اللاعب أولحاج لوفاءه للفريق وإهداءه تيفو "le fidèle".
لكن أجمل ما في اللقاء الحمولة الثقافية و التاريخية التي يتقاسمهما الفريقان اعتبارا للتفاعل الحضاري بين المغرب و الأندلس التي ينتمي إليها فريق بيتيس الإشبيلي، من بين تجلياته:
- التشابه الكبير لشعار مشجعي الناديين:"ديما ديما رجاء" مقابل "عاش ريال بيتيس و لو خسر".
- القميص الرسمي للناديين يحمل نفس اللون الأخضر و الأبيض.
- الامتداد الشعبي و التاريخي للفريقين:
فنادي الرجاء أو فريق الشعب ارتبط تاريخيا بالمقاومة السياسية الشعبية و وجدانيا بالعمل النقابي، و هو ما يتجسد في السيمفونيات الخالدة لجماهير الرجاء بأبعادها النضالية الوطنية كأنشودة "في بلادي ظلموني" أو المغاربية كأغنية "حنا خاوة ماشي عداوة" التي تهتف للجزائر أو القومية العربية برائعة "رجاوي فلسطيني"...
فيما ارتبط اللونان الأخضر و الأبيض لشعار نادي ريال بيتيس بعلم الأندلس الذي يحمل نفس اللونين منذ أن وضعهما بلاس أنفانتي Blas Infante أبو القومية الأندلسية.
و كان أنفانتي قد استوحى ذلك من مخطوط يرجع لعصر الموحدين برفعهم لعلمين أخضر و أبيض فوق جامع إشبيلية احتفاءا بانتصارهم في معركة الأرك..واالمثير للانتباه أن أول علم كان قد خاطته زوجته من قطع قماش باللونين الأخضر و الأبيض كان قد جلبها من رحلته لأغمات سنة 1924 لزيارة قبر المعتمد بن عباد.. دفاع أنفانتي المستميت عن الهوية الأندلسية كلفه حياته بإعدامه من طرف الدكتاتور فرانكو سنة 1936.
