بقلم الفاطمي بوكريزية : التهميش والهشاشة بطل مأساة بولعلام !!
التهميش والهشاشة بطل مأساة بولعلام !!
بقلم : الفاطمي بوكريزية
لم نكن في حاجة لماسات سيدي بوعلام بالصويرة لإناطة اللثام عن الوجه الحقيقي والصورة المخزية التي يعيشها العالم القروي عبر سائر أرجاء الوطن فهي متجذرة في تاريخ هذا البلد السعيد الذي أجمعت جميع الحكومات المتعاقبة على تسير شانه العام أن يكون العالم القروي وسمة عار ستلاحق تاريخها (السياسي).
بعد الحادث المأساوي لسيدي بولعلام سقطت أطروحة المغرب العميق وارتباطه بالإقصاء والتهميش واتضح أن العالم القروي دون استثناء هو مغرب عميق تخيم على سماءه غيوم التهميش والفقر والإقصاء حتى وان تواجدنا بهذه البقعة التي تنتمي لأغنى جهة بالوطن (الدار البيضاء سطات ) وتعاني ساكنة عالمها القروي في صمت يعلم الله ماذا يحمل في طياته ؟؟؟...
طبيعي أن ترتبط الساكنة بما تجود به السماء لضمان معيشها وضمان كرامتها في زمن لم يكن الحديث فيه عن الاحتباس الحراري أو التقلبات المناخية التي لم نعلم عنها شئ إلا بعد المؤتمرات الدولية بكل من ريو / مراكش/ تم باريس.
والتي دقت ناقوس خطر الجفاف بالنسبة لهذا الوطن .
لكن ما هو ليس طبيعي إن يبقى المسؤولون في سبات عميق حتى تصبح حفنة دقيق قادرة على إزهاق أرواح ذنبها الوحيد أنها من ساكنة العالم القروي (المغرب العميق) و ماهو ليس طبيعي أن لا تدرج أراضي هذه المنطقة ضمن المناطق المسقية وما هو ليس طبيعي أن لا يتحمل الجميع مسؤوليته سلطات و برلمانيون ومستشارون في اجاد حلول لمشكل الجفاف الذي تحول معها مناخ بلدنا من شبه جاف إلى جاف كما انه ليس طبيعي أن لا تتخذ التدابير حتى وان كانت جزرية في حق لوبي استنزاف ما تبقى من الفرشة المائية لهذا الإقليم التي يرتكب في حقها إجرام تحتضنه شركات البذور وشركات بيع معدات السقي بالتنقيط وشركات قنينات الغاز وأصحاب الحفارات التي تقف منهم وكالة الحوض المائي موقف المتفرج.
إن مواقف الحياد السلبي التي يتبناها البعض لن ثثمر شئ غير تكريس سياسة التهميش والفقر والهشاشة وبالتالي إعطاء الفرصة لشربة ماء لإزهاق الأرواح على نهج فضيحة حفنة دقيق بسيدي بولعلام التي ذهب ضحيتها أناس لم يصلهم من وطنهم سوى أرقام البطاقة الوطنية هم اليوم في حاجة لدعوتنا لهم بالمغفرة والرضوان ولذويهم بالصبر والسلوان .
