بقلم الأستاذ عبد الغني بوكرزية : الريف و الشاوية وجهان لمحنة واحدة
الريف و الشاوية وجهان لمحنة واحدة
برشيد نيوز: بقلم الأستاذ عبد الغني بوكرزية
أيام حبلى بالاحداث الاليمة و الوقائع الغريبة شهدها الريف، احيت اوضاعا قديمة التصقت بالذاكرة الحزينة لاهل الريف حركت اوجاع الماضي الاليم لترد عليها الساكنة بالاحتجاج و الاستنكار مذكرين ببطولات محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد المستعمر و معتزين في شعاراتهم بمكانة الريف و أهله، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن محنتهم و بالمساواة في اقتسام خيرات الوطن، و تعاطف المغاربة مع اخوانهم خروجا للشوارع بوقفات و احتجاجات، حركت المساطر القضائية و الإدارية و ركب السياسيون صهوات مراكبهم و اشتعلت حرب الاتهامات و الاتهامات المضادة، و كانت سبة الاوباش النقطة التي افاضت الكأس صادرة عن إحدى نواب الأمة أصحاب رسالة الأمة لتحرك في آلام محن أهل الشاوية مع أحداث الدار البيضاء حينما خرج علينا وزير الداخلية آنذاك واصفا ضحايانا ب ( شهيد كوميرة ) و البقية جلكم يعرفها، حينها نعثنا بالعروبية في محاولة لنفي الصفة الحضارية عن اهل الشاوية و صبغهم بالصفة القدحية لمفهوم البداوة. فكان جوابنا بعد أن استرجعنا انفاسنا و بعد أن تصرفنا بدون إذن الشاعر و قلنا لهم ( عيرتمونا بالعروبية و العروبية نضال و كفاح ووقار فياليتكم عيرتمونا بما هو عار ) .
ذكرناهم بادريس الحريزي و احمد الراشدي و مصطفى المعاني تركوا التاريخ جانبا و انهالوا على الجغرافيا، فصلوا الدار البيضاء عن الشاوية و ازالوا اسم اعتى قبائل الشاوية اولاد احريز الشرقية و اولاد احريز الغربية من على واجهات اداراتنا. قلنا لهم لن تستطيعوا محو اسماء قباءلنا من ذاكرة هاذا الشعب الذي سجلتها بل حفرتها عنده نخوة و شهامة هذه القبائل العروبية الصامدة.
وكما خرجت النائبة البرلمانية لتصف اهل الريف بالاوباش، خرجت علينا نحن ايظا آنذاك امرأة ممثلة ستصبح فيما بعد وزيرة لتصفنا في مسرحيتها المتلفزة باولاد ( بوشابو ) في محاولة منها الصاق شكل لباسنا المتحضر بعلاقتنا مع المستعمر الفرنسي، و الحال أن العديد من اجدادنا كانوا سفراء هذا الوطن لدى امبراطوريات غربية و شرقية قبل أن تعرف فرنسا عصر النهضة.
لقد نسيت أو تناست السيدة الممثلة و الوزيرة السابقة اننا لم نتعامل مع الفرنسيين كمستعمرين و لكننا تعاملنا معهم في اطار اتفاقية الحماية التي وقعها اولي الامر منا، و حينما نهجوا نهج المستعمر قاومناهم و استشهد ابناء الشاوية رموز المقاومة من أجل عزة و كرامة و حرية الوطن.
أن محنة الشاوية لم تقف عند غدر الخونة و ظلم من سار على نهجهم، اتذكرون حينما صنع احد أبناء الشاوية طائرة و حلق بها في سماء العروبية لم يستسيغو أن صناعة الطائرات ستكون اولى اجتهادات العروبية العلمية، و كانت الضجة الإعلامية سببا في حضور اللجنة المعلومة لعين المكان و قيل عن ابننا أنه مجرد أحمق عوض احتظانه و دعمه لتطوير اختراعه، و للتذكير فان الامريكان هم ايظا لم يختاروا ارض الشاوية عبثا لبناء المطار الدولي النواصر ( مطار محمد الخامس حاليا ) و لم تحتضن بالصدفة شركات صناعة لوازم الطائرات و لم تقم على ارضها أكاديمية محمد السادس للطيران إلا لعلمه اليقين أن أرض الشاوية لها شأن كبير في نهضة هذا الوطن.
أرأيتم اهل الريف أن إخوانكم أهل الشاوية عانوا آلام المحن و لكنهم صبروا و اعتبروا ما لحق بهم ضريبة حب الوطن. وهاهي اليوم الجغرافيا تصحح و تعود الدارالبيضاء للشاوية و يلتحق ابن الشاوية ليدرس علم الطيران و تفقد الوزيرة منصبها و يموت غريبا الوزير صاحب " شهيد كوميرا".
كونوا إخواننا أهل الريف على يقين أن ما حدث لكم سيصححه التاريخ إن أنتم صبرتم و صابرتم و اخدتم العبرة من أرض الشاوية و اعتبرتم موت محسن فكري ضريبة حب الوطن.
مزداد بتاريخ 1957/10/09 ببرشيد
المستوى الدراسي : الدراسات العليا في العلوم السياسية
الحالة العائلية : متزوج و أب لثلاثة أبناء.
المهنة : محام
المهام السابقة :
1976- 1980 الشبيبة الاتحادية .
1980 – 1980: الاتحاد المغربي لطلبة المغرب .
1984 – 1986: المندوبية السامية للمقاومة.
1987 : الالتحاق بمهنة المحاماة.
1987 : حزب الوطني الديمقراطي.
من 1990 الى أواخر سنة 1991 : مكلف بمهمة بدوان وزير .
1992 : عضو المجلس البلدي .
1992- 1997: عضو اللجنة الإقليمية لتتبع اللانتخابات .
1997: الانعزال نتيجة خلاف فكري مذهبي .
2015 : كتاب خبايا الحملة الإنتخابية بالمغرب
abdelghani.boukourizia@gmail.com
GSM:0699872978
