عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

بقلم المحامي الاستاذ عبد الإله البيضي : اقلام الرصاص واقلام الخصاص

بقلم المحامي الاستاذ عبد الإله البيضي : اقلام الرصاص واقلام الخصاص


اقلام الرصاص واقلام الخصاص
برشيد نيوز : بقلم المحامي الاستاذ عبد الإله البيضي 
في زمن التردي الاخلاقي والسياسي والادبي والعلمي وفي كل مناحي الحياة وفي زمن الجدار الازرق- وما هو بالازرق- واستغلالا لهذا الجدار اصبح مفروضا علينا ( نصبحو ونمسيو)
على تدوينات يعتقد اصحابها انها مقالات يقام لها ويقعد وبما انك متتبع لكل شؤون مدينتك وبلدك فانت ملزم بقراءتها وفهم مضمونها الا ان بعض هذه الكتابات يستعصي عليك في بعض الاحيان فك طلاسمها لانها تفتقد الى الاسلوب والى كيفية ادراج المعلومة وفي اي سياق هي ؟ اهي سياسية؟ ام اجتماعية؟ ام ادبية ؟ ام علمية ؟ ام ماذا؟ بل ان المتخصصين في علم الاجتماع السياسي يصعب عليهم تحليل هذه الكتابات للاضطراب اللغوي الذي يمزق احشاءها بل وللاضطراب النفسي الذي اصاب كتابها فلا تصل مهما توفرت على ملكات ذهنية عبقرية لحل رموزها .
انه كما قلت سالفا زمن الرداءة بكل انواعها ان لم نقل زمن الانحطاط ( ويعرف القارىء الكريم عصر الانحطاط هو ذلك العصر الذي ينط فيه الجاهل على المتعلم ويكتب ايا كان في اي شىء كان ) فلا احترام للتخصص ،فمدعي الشعر ليس بشاعر ومدعي الادب ليس باديب ومدعي التحليل السياسي ايس بمحلل ولذلك ترى اصحاب القوافي في منزلة الشعراء ومرددوا الترهات شيوخا وسماعوا الخزعبلات فقهاء.
حينما تملا الساحات بعواء الذئاب ومواء القطط فل بقي لك ان تسمع زءير الاسود ؟طبعا لا. هكذا حال اصحاب اقلام الرصاص غابوا وغيبهم اصحاب اقلام الخصاص الذين يكتبون في كل شيء وتحت الطلب .
غاب اصحاب اقلام الرصاص الذين يكتبون بالحق وعلى الحق ولايخافون في الجهر بالحق لومة لائم ، فهم اذا كتبوا امتعوا الكل واغضبوا القلة وهكذا كان فرسان الكلمة في بداية السبعينات والثمانينات هذا القرن فكنت تستمتع وانت شاب يافع بقراءة اعمدة الاستاذ عبد الكريم غلاب في جريدة العلم منها "مع الشعب " و عموده الاسبوعي كل يوم اربعاء وبنفس جريدة العلم كنا شغوفين بقراءة مقالات قاسم الزهيري واحمد فطري وذ الزيادي و رفيقة الطبيعة وعلاء محسن وغيرهم من صناع مرحلة من مراحل وطننا العزيز كما كنا ونحن في هذه المرحلة من العمر مغرمين بقراءة اعمدة محمد الاشعري في جريدة التحاد الاشتراكي وعمود الكاتب الساخر "نافذة" التي كان يطل علينا منها ذ/عبدالرفيع جواهري وكتابات الباحث محمدالحبيب الفرقاني والمحلل السياسي محمد الحبابي والفيلسوف محمد عزيز الحبابي ود/محمد وقيدي وذ/محمد سبيلا وغيرهم كثير ، وكنا ونحن في اخر مراحل السلك الثانوي مولعين بما استجد في عالم الصحافة حيث صدرت جريدة الميثاق الوطني وكانت تضم كتابا وصحافيين مرموقين من امثال محمد الاشهب ومحمد احمد باهي وبوسعيل الضبار الذي كان مشرفا على الصفحة الفنية ولاننسى اخيرا جريدة لوبنيون والصفحة الي كان يشرف عليها الصحفي اللامع منير الرحموني الذي له افضال كثيرة على جيل باكمله (جيل السبعينات).
هكذا كنا نستيقظ في الصباح وعلى ايادي هذه الاقلام تربينا وترعرعنا ، اما اليوم فاصبحنا نعيش الاسفاف لانعرف السبب ولكن حسبي ان اقول ربما هو غياب الحياء لان هذه الخصلة لاتباع ولاتشترى .
مرة قال عبدالاله ابن كيران عن احد برلمانيي حزبه انه اي ذلك البرلماني "فين ما يفيق في الصباح كيبدا يقلب على من يشير (هذه الكلمة بالدارجة وهي بتشديد الياء الثانية)".هم هكذا اصحاب التدوينات ولذلك اوجه لهم واقعة طريفة مسجلة من التلفزيون المصري في احد البرامج المعد والمقدم من طرف الاعلامية البارزة ليلى رستم حينما كانت مستضيفة للاديب العالمي الدكتور طه حسين مع ثلة من كتاب مصر المرموقين مثل نجيب محفوظ وفكري اباظة وانيس منصور واخرون كانوا شبابا وفي بداية طريقهم ومع ذلك كان صيتهم يدوي في جميع انحاء العالم العربي ،سالت المحاورة طه حسين بم توصي به هذه الثلة من الكتاب فاجاب "عليهم بالقراءة ، ان يقراوا كثيرا قبل ان يكتبوا ".
اذا كان هولاء الكتاب وهم في ذروة العطاء الفكري ملزمون بالقراءة قبل الكتابة ،فهل يعقل ان نكتب نحن الذين لانقرا في السنة الانصف كتاب حسب اخر الاحصائيات العالمية.

 بقلم المحامي الاستاذ عبد الإله البيضي 



Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية