عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

يا ملح البلد " الامتحان الإشهادي لمادة التربية الإسلامية "

يا ملح البلد " الامتحان الإشهادي لمادة التربية الإسلامية "


...يا ملح البلد...
" الامتحان الإشهادي لمادة التربية الإسلامية " من ضبابية المسار، إلى وجوب الانضباط بمنهجية الإطار"
_ شكلت الأطر المرجعية الموجهة للمواد عموما، ولمادة التربية الإسلامية على الخصوص،نقطة فارقة في سيرورة قياس وتجويد مدخلات ومخرجات العملية _التعليمية التعلمية_،و قد رام اعتبار هذه الخطوة ضمن هذه السيرورة تحقيق أمور متعددة منها على سبيل الحصر:
_ أولا : توحيد الرؤية الفلسفية والتصورية بين مختلف المتداخلين ،وخصوصا اللجان المكلفة بوضع الامتحان ألإشهادي، وذلك بوضع امتحانات تعكس أهم مخرجات العملية التعلمية في بناء التقويمات، بغض النظر عن تعدد الكتاب المدرسي.
ثانيا: تجويد المنتوج،وتحسين المردود بناء على لحاض اعتبارين أساسيين :
اولها : صلاحية مواضيع الامتحانات وشموليتها للكفايات المرتبطة "بالقيم والمعارف والمهارات"، التي يراد قياسها عند التلميذ...
وثانيها : بناء وحدة تصورية تضبط الأستاذ وتوجه التلميذ، وتؤطر واضع الامتحان ألإشهادي، ترسيخا لمبدأ الديمقراطية وتكافؤ الفرص،وذلك من خلال كون التلاميذ يدرسون نفس المضامين، ويكتسبون نفس المعارف، ويدربون على نفس المهارات...طبعا مع تفاوت في استيعابها وتمثلها...ليبقى السؤال هل يعكس امتحان _جهة الدار البيضاء سطات _على الأقل خلال هذه السنة حضور هذه المنهجية الضابطة التي هي الإطار المرجعي؟ والى أي حد استمد القائمون على وضع الامتحان ما يتيحه (الإطار المرجعي) من منهجيات ضابطة في وضع وضبط التقويم الإشهادي لهذه السنة؟
_ "بادئ ذي بدء من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
لا شك ان الامتحان الجهوي خلال هذه السنة،قد تميز بخاصيتين مهمتين:
تتمثل الأولى في بساطته وسهولته؛ فهو عموما امتحان راع فيه واضعوه المرحلة الانتقالية،وحساسية المرحلة وهي نقطة جد ايجابية...
والثانية في شموليته؛ حيث حاول واضعوه أن يكون شاملا (نسبيا) لمضامين الكتب والإطار المرجعي إجمالا، لكن تفاصيله تحمل من الهانات ما ينبغي الوقوف عليها تصحيحا وتوجيها وترشيدا.
_ "لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم ان لم تسمعوها"
_ لن أتكلم عن الوضعية الإختبارية وهل تستجيب لشرط الدلالة والمدافعة والتركيب والاستفزاز...،لأن ذلك قد يكون إلى الذوق منه اقرب إلى العلمية والموضوعية،وان كانت رائحة الهشاشة عليها بادية.
لكني سأتكلم أولا عن سؤالها الرابع "والذي جاء فيه: وردت في الوضعية جملة من عوائق التواصل استخرجها، إلى هذه الحدود قد يبدو السؤال معقولا معرفيا،لكنه متساقط منهجيا،سأبين لاحقا كيف ذلك، تم قال السؤال انسبها إلى أصحابها معينا نوعها،وهنا جنت على قومها براقيش.
كيف؟
نقول: ابتداءا إن سؤال العوائق ليس له اثر في الإطار المرجعي،الورقة الناظمة والضابطة،بحيث المحاور المراد التمكن منها في هذا الأخير هي الآتية: المفاهيم الأساسية: التواصل / الاتصال
ثانيا: مجالات التواصل
ثالثا : قيم التواصل وضوابطه
فإذا لم يكن موجودا في الإطار سقط اعتباره،ومناقشته،واعتماده في الامتحان الجهوي،مزلة أقدام،ومظلة افهام،في عمومه،وبذلك يعفينا والحال هذه مناقشة تفاصيله،لأنه إذا بطل الأصل كما يعرف سادتي تهاوت فروعه،كما لا يلزم من بطلان الفرع بطلان أصله..
أما تفاصيله حيث تحضر المشاكل في ثنايا الجزئيات؛ فأنا اسأل أساتذتنا المحترمين أن يعطوننا مقياسا نحدد فيه نوع العوائق ان كانوا يقصدون النفسية والسلوكية"؟، كي لا يكون كلامنا نفخة في واد او صيحة في رماد ندلل على مرادنا : مثلا وردت كلمة "الاستخفاف" وهي عائق ولا شك ،لكن السؤال هو : في أي العوائق تصنف نفسية أم سلوكية؟ إن قلتم سلوكية قلنا لكم، إنها نفسية أصالة سلوكية تبعا،كيف؟ نقول هذه العوائق السلوكية هل وجدت ابتداء من ذاتها ام ان لها موجدا ستقولون لها موجد،هذا الموجد ما مصدره،مصدره داخلي طبعا ستقولون إنصافا،نقول إذن هي نفسية تبلورت في موقف سلوكي،ومن تم ماذا سيكتب التلميذ؟؟؟وقس على ذلك اي عائق لا يمكن فصله والحالة هذه.
ألا ترون معي ان هذا التصنيف ضرب من المغامرة اللامحسوبة،ألا يكفي انه محتمل ورحم الله أصحاب القرون الأولى (حسب تعبير وضعيتكم التي يظهر من خلالها أن أستاذ المادة فشل في تدريس تلاميذه آداب وضوابط وقيم الحوار والتواصل والاختلاف....)حين قالوا" إن ما احتمل واحتمل سقط به الاستدلال"، بل وكان تسويد الورق من اجله ضربا من الخيال والخبال،هذا من جهة، من جهة ثانية تطويع العوائق الى نفسية وسلوكية تكلف ينافي وضع الشريعة للإفهام،ويوقع في الصنعة والعنت...
وعموما سؤال يضرب مبدأ تكافؤ الفرص ويضيع نقطا على التلميذ هو في أمس الحاجة اليها.
واعذروني لأن الناقد بصير فإن السؤال الخامس غير مرقم، وهذه أخطاء في هذا المقام لا تجوز شرعا ولا عقلا.
_ أما السؤال السادس وما أدراك ما السؤال السادس،شجك أو فلك أو جمع كلا لك، مفاده دفع رجل ارضه لمن يزرعها مقابل جزء مما يخرج منها جائز ام غير جائز مع التعليل
وهذا سؤال عليه ملاحظتان كبيرتان:
الأولى : انه جائز ابتداء واصالة لا غبار عليه فقد عامل النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، بشطر ما يخرج منها(الارض) من ثمر أو زرع. متفق عليه،
الثاني: انه غير جائز حسب فهمي المتواضع درسا وكتابا مدرسيا،كيف؟ الجواب أن التلميذ باعتباره درس العقود التبرعية والعوضية فقط سينصرف ذهنه إليها لا غير،سيكتب غير جائز، لأن المعاملة لم يحدد فيها الجزء الذي يدفع لصاحب الأرض هل النصف أم الثلث أم الربع..
فهل قرأ التلميذ المزارعة أو المساقاة أو غيرها حتى نوقعه في لجج هذا المشكل ،إذن أيها السادة هذا سؤال أكثر تعويما وانفتاحا،وتهلهلا...والأصعب أن تجيب على سؤال لا تدرك ما يريد صاحبه منه،لان الحكم عن الشئ فرع عن تصوره،فإذا تهلهل التصور انعكس على السلوك وأورث المزالق.وقديما قالوا من عرف ما قصد هان عليه ما وجد،فكيف اذا لم يعرف السؤال أصالة، لا شك أن كل الطرق توصله؟؟؟
_ أما بيع السمك في الماء من ناحية اختياره كمثال : هو من باب السماء فوقنا، ومن باب الماء من الماء كما يقولون،اعذروني فهو سؤال يفتقر إلى الدقة والى الحافزية والى استفزاز العقل،وكان الأولى أن يوضع سؤال في المقاصد،ثم أليست تباع الأسماك اليوم في الأحواض؟؟؟؟
أما التطبيقات،فلفظ الرشيد من المدونة يحتمل معنيان يحتمل الأهلية وهي المقصودة في نص المدونة، كما يحتمل الحكمة والنباهة،وكان الأولى أن يوضع بين قوسين لفظ الراشد،لأنه الأقرب لفهم المترشح.
_ أما الأنشطة وما أدراك ما الأنشطة
_ فأول ملاحظة تعن لك في الأفق،أن الأساتذة المساكين الذين يدرسون بمقرر المنار في التربية الإسلامية قد خرجوا بخفي حنين ؛على اعتبار أن السؤال لم يغط أنشطتهم واكتفى بنشاط يوجد في الرحاب فقط ،والذي هو الندوة الإستجوابة.. هذا على مستوى المنهجية.
_ اما على مستوى المضامين وبالضبط صياغة السؤال،ففي نظري انتكاسة كبيرة على الأقل بالمقارنة مع التقدم الذي كانت تعرفه امتحانات جهة الشاوية ورديغة سابقا ضبطا ومنهجا.
أولا ابتدأ السؤال ب " افترض" والتربية الإسلامية والعلوم الإسلامية من زمن وهي تريد القطع مع عالم الافتراض، وأظنها بهذا السؤال لا زالت تحارب من اجل ذلك،لماذا افترض والتلميذ على الأقل الذي درس هذا النشاط قد قام بإعداده وانجازه في القسم،أو على الأقل ساهم في ذلك وجوبا لا ندبا ولا استحبابا.
الطامة الثانية وهي القاسمة: أن الإشكالية في واد، وما صدر به السؤال أو فاتحته في واد انظر معي _وهنا لا بد من استحضار المخاطب وهو التلميذ.
_ افترض انه قد طلب منك إعداد ندوة استجوابيه في موضوع " اثر الأنشطة الثقافية والرياضية في تحصين الشباب وبناء الشخصية" وإليك السؤال، اكتب تقريرا وصفيا في ثمانية اسطر يتضمن مراحل الإعداد ومحاور الندوة واهم الرسائل التي ستحرصون على إيصالها للحضور.
تأمل جيدا قوله في الأول ندوة استجوابية،ثم عاد في السؤال وطلب محاور الندوة،ولا يخفى عليك عزيزي الأستاذ ما قد يشكله هذا من قلق وتيه وارتباك للتلميذ،أنت تحدثه عن الاستجوابية وتطالبه بالندوة،ولا جدال أن مثل هذا الخلط نحذر منها تلامذتنا فضلا أن يأتي من ساداتنا وشيوخنا، وأخال انه سقط سهوا لفظ الاستجوابية،لكنكم تعرفون ثمن هذا السقط المكلف.
_أما الفرائض ففيها تعسف وتكلف ظاهر إلى درجة الاستغراب يقول: وضمن التركة قلادة بقيمة 20000 درهم وديعة عندها،لا ادري كيف جمعتم المفرق وقسمتم الذي لا يقسم،المعلوم أن الوديعة إما ان تكون عين أي شئ وهذه تخرج عينها أي هي، لا قيمتها،وإلا كانت شيئا أخر،وإما أن تكون وديعة نقدا آنذاك نحذفها من التركة،لكن أن يقول السؤال قلادة بقيمة كذا كذا وديعة؛ فهذا كما قلت تعسف وتكلف لا يتحمله مقام العلم والتعلم،لنطرح السؤال العريض ما تريدون من الامتحان ألإشهادي ؟أن يجيب التلميذ ويتمكن من فهم السؤال، ام تريدون إعجازه ،واجزم يقينا أنكم تريدون الأولى،لكن ما هكذا تورد الإبل.
ولذلك ادعوا من هذا المنبر إلى ضرورة تفعيل الأطر المرجعية،ووضع إطار موحد على مستوى الأنشطة لتلافي هذه الإشكالات،وللحرص على تكافؤ الفرص بين الجميع،إيضاحا للرؤية وتحقيقا لأهداف وضع الأطر المرجعية،في أفق تحقيق جودة التقويم ومصداقية المخرجات التعليمية التعلمية، كما أدعوا إلى ضرورة التنسيق بين الجهات السابقة والاستفادة من خبراتها في هذا المجال،وخصوصا من راكم تجربة مهمة نضجت واستوت ( تجربة الشاوية ورديغة سابقا) في أفق النهوض بمادة التربية الإسلامية وتحقيق تميزها وتجويد مدخلاتها ومخرجاتها التربوية.
كتبه الأستاذ: "محمد صابير" استاذ باحث في العلوم الشرعية

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية