عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

بقلم الجيلالي طهير: البكـري في تاريخ أولاد حـريـز

بقلم الجيلالي طهير: البكـري في تاريخ أولاد حـريـز

  البكـري في تاريخ أولاد حـريـز


زهرة والعنبر زيجات الشيخ أحمد  البكري وابن لوسهما بوشعيب البكري. 
بقلم: الجيلالي طهير
البكري، اسم مثقل بالتاريخ، بشيء من الريادة والوجاهة، يبعد  عنا  بزمن مقداره قرنين، وهي مسافة  عميقة لمن يحاول كسر الزجاج، ونفض الغبار لاستكشاف ما أبهته الأيام وأنسته السنين.  كل شيء طواه الزمن، وما بقي غير اسم  ضائع بين دفتي كتاب يؤرخ لرجالات الحماية في القرن التاسع عشر.  هو أحد فرسان أولاد حريز، ممن يؤمنون بقعقعة السلاح، أغضبوا فقهاء عصرهم  عند  دخولهم في حماية الأجنبي صونا لأموالهم  وأعراضهم  من شطط  طرف قائد قبيلة أولاد حريز. في نظر بول باسكون، يعتبرون النخبة المتنورة، السابقون عصرهم، كونهم أدركوا مبكرا ضرورة الخروج من الانطواء والعزلة، وبأن الأوروبيين لا يدخلون المقياس الديني في علاقاتهم الدولية، ويجب التعامل معهم على أساس المصالح المتبادلة وليس على أساس الروابط العاطفية.  دشنوا بداية القطيعة مع قرون الانحطاط والانكفاء، وكان من الطبيعي أن تسلط عليهم  القائدية المخزنية  طائفة الفقهاء والمشايخ  الموالية لهم لأجل للحفاظ على الامتيازات والمكتسبات. كان  هؤلاء المحميون في البداية من رجال المخزن، زعماء محليون ضاقوا درعا بظلم المخزن وأعلنوا الانشقاق عنه، كونه يحول دون الاجتهاد والإنتاج  فوق الاكتفاء الذاتي، بسبب التسلط الضريبي، فامتلكوا لحسابهم الخاص مساحات شاسعة من الأراضي المشاعة،  تمددوا فوقها حتى دانت لهم الزروع والضروع، ثم شيدوا عليها بيوتا عالية  لا  تطالها  يد  المخزن  الشائطة.
ينتمي البكريون، أي آل البكري، إلى أصول أمازيغية-عربية قديمة،  يشكلون مع  مستعربين آخرين فرقة "لحباشة"، المكونة من  بقايا شعوب مشاغبة أنهكتها الحروب والأوبئة، قبل  التهجير الجماعي نحو  قبيلة أولاد حريز، لأجل ملأ الفراغات البشرية التي خلفتها الأوبئة والمجاعة، على عهد السلطان مولاي عبد الرحمان العلوي(1822-1859)  .
احتل البكريون الصدارة  بفرقة لحباشة  أولاد حريز في نهاية القرن التاسع عشر، وكان لهم موقع اجتماعي مرموق، دانت لهم الأراضي ورؤوس المواشي  في بلاد الترس الزراعية وبلاد الساحل المهيأة للرعي .  ترأس كبيرهم الشيخ أحمد بن البكري مشيخة الحباشة موالين الطلعة،  وكان  من كبار تجار عصره،  ينقل الحبوب  والقطاني  من بلاد أولاد حريز  نحو مراكش على متن القوافل التي يقودها أبناؤه إلى العاصمة الحمراء.  يعتبر من أوائل الأعيان الدين أدخلوا أبناءهم المدارس العصرية الفرنسية في عصر تفشي الأمية  وينتمي  ابنه المعطي بن أحمد البكري إلى الدفعات الأولى من المتخرجين من المدارس الفرنسية، من جيل الجنرال الكتاني ولدحمو حاج، والحاج محمد قائدي بن اسماعيل، وبقية مشاهير  المثقفين المعربدين سكرا بقبيلة أولاد حريز.
شارك الشيخ  أحمد البكري فرسان أولاد حريز في الثورة الحفيظية على مولاي عبد العزيز التي تزعمها صهره اسماعيل بن الحاج محمد بن الحاج  اسماعيل. حوصرت القصبة القائدية في شهر يوليوز 1907، وأجبر  قائد أولاد حريز  على الفرار تحت جنح الظلام نحو فاس.  نهبوا القصبة وأضرموا  فيها النيران، وإلى عهد قريب كان رجال من لحباشة يشاكسون  رجالا من أولاد علال في المجالس مرددين أنهم يحتفظون في بيوتهم بقطع من الأثواب النفيسة المنهوبة.
شارك الشيخ  أحمد البكري برتبة "قائد المائة"  في الحملات العسكرية التي يشنها المخزن لقمع القبائل المتمردة، كما قاد رجاله  في المعارك التي شنتها قبائل  الشاوية  ضد  القوات الفرنسية إلى أن بسطت  الأخيرة سيطرتها على  السهول الأطلسية.   بعد استسلام الشاوية، هادنت فرنسا المجاهدين واستمالتهم لها تمشيا مع  مقولة قال الماريشال ليوطي: " نحن نريد أن نحكم مع الأهالي وليس ضد الأهالي".  فحافظت لهم على مواقعهم الاعتبارية على أساس أنهم ليسوا بأعداء بل مقاتلين كانوا يدافعون عن أرضهم ليس إلا.  ولهذا استمر الشيخ أحمد بن البكري  في موقعه على رأس مشيخة لحباشة موالين الطلعة، وكانت تتكون من الدواوير التالية: السلاهمة، الرحيحات، الشبابكة،  أولاد الغالي، أولاد سعيد امحمد، اجدد.
كان البناء بالحجارة يعتبر إحدى العلامات الدالة على الثراء والنعمة. وفي الأرض العراء، بدوار الرحيحات أولاد رحال، كان يرتفع سور دار الشيخ أحمد البكري، شاهدا على ضوضاء المآدب وبريق القناديل. وبداخله السانية والصهريج، الدار والمنزه، البحيرة والمغروسات المثمرة: الزيتون، الحنة، اللويزة، الورد البلدي،البطيخ، الخ . وبخارج السور كان يوجد جنان البطاش والجنان الصغير حيث أشجار التين والإجاص. ولا تزال  المحفورة تحتفظ  بأسماء المتأخرين من الخدم والقبالة، وهم: خالي مبارك، أمي مباركة، جوهرة، رقية، تودة، أحمد  الدكالي ، ورقية ( أخت لحسن التبيصر، ضرير كانت له شهرة في برشيد الستينات).
بدأ اسم الشيخ أحمد بن البكري يفقد بريقه بعد أن صدر قرار الادارة المخزنية و الفرنسية  بتخليه عن المشيخة. حدث ذلك بالموازاة مع ترقية عائلتين جديدتين  للحلول محله، وهما من جهة، عائلة الشيخ  بوشعيب بن الجيلالي بن عمرو، ويسانده أخوه السي ادريس الحريزي، باشا أزمور. ومن جهة أخرى عائلة الشيخ المكي  بنقدور ، الشاوش  بمكتب المراقب المدني الفرنسي . صاهر الشيخ  المكي بنقدور عائلة البكري مبكرا عن طريق زواج أخيه المعطي بنقدور بالسيدة مليكة بنت أحمد بن البكري، ولكنه اشترى جزءا مهما من أملاك  العائلة بأرض الترس  بعد وفاة الشيخ أحمد بن البكري. أورث  الشيخ المكي بنقدور أبناءه الجاه والسلطة، فصاهر ابنه المصطفى   بنقدور الوزير العتيد ادريس البصري، وأصبح  ابنه المعطي بنقدور رئيس مجلس المستشارين ، ممثلا عن حزب التجمع الوطني للأحرار. يطرح طه حسين السؤال في كتابه حديث الأربعاء حول اخفاق ثورة الزنج: " ماذا لو انتصرت ثورة الزنج؟". وعلى غراره،  نعيد السؤال المعكوس: ماذا لو بقيت المشيخة بيد آل البكري ولم تذهب لآل بنقدور؟  
تزوج الشيخ أحمد بن البكري  من عائشة أخت اسماعيل بن محمد بن الحاج اسماعيل السلهومي (جد آل اسماعيل) سنة 1873، وخلفا  أربعة ذكور :  محمد، المعطي، ادريس، البكري، ومن الإناث  شامة ( زوجة أحمد بنحمادي)، ربيعة ( زوجة أحمد بن اسماعيل البصيلي، وجدة أنس أسيراص)،  افريحة ( زوجة أحمد بن الستي)، احليمة ، فطومة ، زهرة  (زوجة صالح بن محمد بن البكري )، زوبيدة ( زوجة عبد الرزاق الحريزي. شيفور ج أحمد بن البكري ، وهي زوجة س محمد الإبراهيمي ولد س الكبير الإبراهمي الصباغ (المدعوالقردة) من زوجته مينة بنت البكري)، فاطمة ( زوجة عبد الله بن عبد الله بن الجيلالي وأبناؤها عبد الله -المعطي -الحسين المفضل) ، دامية  ( جدة المرحوم الحاج محمد العمري ولد سليمان بن المعطي، من أمه فاطنة، وجدة والد المناضل سليمان بن المعطي ولد سليمان العمري الحامل لاسم جده).
اختلف أبناء الشيخ أحمد البكري في سبل الارتقاء الاجتماعي والطرق  الموصلة للنجاح  في الحياة، بين عالم وفلاح، وثالث يبغي المنزلة بين المنزلتين. باع المعطي وإدريس أرضهما لعائلة الشيخ بنقدور، وهاجرا إلى الدار البيضاء، حيث المدارس  والكليات. ولما  وضع ادريس  أمواله في حقيبته، قال: "هاد لفلوس ما يتموش، غادي يبقاو لتريكة تريكتي". 
يعتبر المعطي أول المتعلمين في تاريخ عائلة البكري، تطغى على سيرته الذاتية  مصاحبته لاثنين من مشاهير المعربدين بأولاد حريز، ألقت عليهم شرطة  الآداب القبض بتهمة السكر العلني. طلب منهم البوليس الفرنسي الافصاح عن  الهوية لأجل تحرير محضر الإثبات فقال أحدهم أنا عمر بن الخطاب، وقال الثاني: عزرائيل، وقال الثالث: على ابن أبي طالب. ثم أخلي سبيلهم على أن يحضروا النطق بالحكم يوم السوق. أثناء المناداة عليهم من طرف الحاكم الفرنسي، لم يتقدم أحد منهم للجلسة، فابتسم الباشا برشيد وقال للحاكم الفرنسي: " هؤلاء الثلاثة لا يخرجون حتى يوم القيامة".
خلف  المعطي بن أحمد بن البكري من  زوجته فاطنة بنت الحاج بن اسماعيل السلهومي التي تزوجها حوالي سنة 1926: ، غيثة، رقية ،عبد الله (زوج شامة بنت لملعلم أحمد قبلي، أخت المرحوم ابراهيم قبلي حارس مرمى يوسفية برشيد). وخلف ادريس بن أحمد بن البكري من زوجته زهرة بنت بوشعيب التي تزوجها حوالي 1912: فطومة، مليكة، المصطفى، وسيدي علي (والد البكري اللاعب السابق بالنادي الرياضي القنيطري).
وحده  الأخ الثالث من أبناء الشيخ أحمد بن البكري ، وهو محمد  الملقب ب "بابا"، لم يغادر  دوار  الرحيحات، وبقي متمسكا بوجع التراب، رافضا بيع أي شبر منها لعائلة  بنقدور. كان وصيا على إخوته من الذكور والإناث حسب وثائق عدلية محفظة. ولم تنل أخته فاطنة  أكثر من أربع هكتارات، نصيبها في الميراث الواسع العريض من أبيها الشيخ أحمد بن البكري، وما أدراك ما الشيخ أحمد  بن البكري.
تزوج  بابا محمد بن أحمد بن البكري لالة زهرة بنت الحاج اسماعيل السلهومي، أحد أثرياء لحباشة، حوالي سنة 1910 ، وكانت لها أخت  تزوجها القطب الروحي عبد الحي الكتاني، شيخ الطائفة الكتانية بالمغرب.  فرزق منها ببنتين ولا ذكر.  إحداهن اسمها مليكة،  طليقة المعطي بنقدور الأول، تزوجها سنة 1925  قبل أن تتزوج  السي بوشعيب بن الستي. لم يكن للسيدة مليكة أولاد، فربت  طفلا اسمه حميد ولد تودة، و بنتا  اسمها خديجة بن الستي (بنت ربيبتها خناثة) التي أصبحت زوجة الوكيل  عبدالقادر الميص.
ولما  رأى  بابا محمد بن أحمد بن البكري الناس يموتون حوله، وجل  أوصيائه  توفاهم الله برحمته، ولم يبق منهم غير أخيه البكري وأخته فاطنة، خشي على اسمه من الانقراض وطرح  على زوجته  لالة زهرة بنت الحاج اسماعيل السؤال: من سيرث الأرض من بعدي؟ - قالت له: "  غادي يعصب عليك البكري وفاطنة"، ولذلك اقترحت عليه الزواج من وصيفتها العنبر بنت جوهرة لتجسد له الاستمرارية في الزمان والمكان بالأبناء الذكور. أنجب بابا محمد بن أحمد بن البكري من العنبر بنت جوهرة كل من عبد العزيز وصالح، اللذان يحملان اسم الأولياء سيدي صالح وسيدي عبد العزيز، المدفونين بمقبرة دوار الرحيحات، حيث  يرقد أموات آل البكري، زيادة  على  الأولاد الثلاثة  آمحمد، وفاطنة والسعدية.
أختار الأخ الرابع وهو البكري بن ألشيخ أحمد بن البكري المنزلة بين المنزلتين، لأنه باع الأرض ، ثم ترك دوار الرحيحات لا إلى مدينة الدار البيضاء، وإنما لمركز برشيد  إبان  مرحلة تأسيسه، حيث سكن حي آرلو،  زنقة فوكو (زنقة مولاي ادريس الازهر)، قبالة دار جمال الدين محمد خليفة، مؤسس النادي الرياضي يوسفية برشيد، بمنزل في ملكية  صهره السي موسى بن موسى.  وهناك  عقد ابنه الحاج بوشعيب على السيدة عزمي الزوهرة بنت السي موسى،  فتسنى لها أن ترضع  المهندس محمد جمال الدين، قرين ابنها المتوفى  لحسن بن بوشعيب البكري. بينما أرضعت السيدة السعدية قديري، زوجة السي خليفة، الحاج محمد البكري بن أحمد البكري، التاجر المعروف بمدينة برشيد.
تقلد البكري في شبابه وظائف مخزنية، وحمل لقب " قائد المائة" أي قائد كتيبة مقاتلة بمائة فارس.  كان  أيضا تاجرا يكتري الأسواق ويقود قوافل الحبوب المتنقلة لعاصمة الجنوب، قبل أن يفقد بصره ويصبح ضريرا حوالي سنة 1929، وهو تاريخ ازدياد ابنه الحاج أحمد البكري. ولأن المصائب كانت تفسر على أنها عقابا سماويا خلال سيادة الفكر الغيبي الخرافي،  فقد تردد بين الناس أن الرجل كان يستخلص المكوس في السوق المكترى من طرفه، وتعامل بقسوة مع امرأة جاءت تبيع دجاجة، فطلبت من الله أن يسلط عليه مصيبة. وقال آخرون أنه اكترى سوق خميس  بوطرة  بتراب الفقرا، وزايد على الفقرا في الثمن وانتزعه منهم، فطلبوا من جدهم سيدي عمرو بن لحسن أن  ينتقم منه ويلحق به الأذى. غير أن الرواية العائلية، المحكية من طرف زوجته، تقول أنه   كان يقود  القافلة التجارية  المتجهة نحو مراكش،  و طارت  له في عينيه رشات ماء  ملوث بالسموم أثناء عبوره النهر، ومن يومها لم يعد يبصر النور.
كان البكري رجلا أنيقا في ملبسه، تظهر عليه ملامح العز والأبهة، فضلا عن تميزه بالروح المرحة وتنشيطه للمجالس بالنوادر والمستملحات.  كان يطلب من بعض الأطفال أن يصحبوه يوميا  للقيسارية حيث يقضي أوقات  الزوال في الضحك مع الأصحاب. ولأنه كان يدفع  لهم  أثناء الذهاب وهم  ينسونه  عند ألإياب ولا يرجعونه لبيته عند الغروب،  فقد أصبح يمتنع  عن الدفع لهم حتى  يقوموا  بالجمع بين الخدمتين: الذهاب والإياب. من أبرز هؤلاء المرافقين القائد عمرو (النحيلة) وأحمد صانع الأسنان.  أحيانا، كان البكري يجلس في دكان  شخص اسمه البهلول القزار، وعندما يأتي أخاه الأكبر محمد، يسلم عليه ويدعوه " بابا"، فيضحك الحاضرون من رجل مسن يقول لأخيه: " بابا".
حوالي سنة 1913، تزوج البكري السيدة الزوهرة بنت الشيخ لحسن ولد بحرية من دوار بوحفرة، هناك حيث يرقد جثمانها بضريح سيدي المصطفى، وأنجب منها:  فاطنة، بوشعيب، عبد القادر، أحمد، أمينة، فريحة، المعطي.
راهن  الحاج أحمد على التجارة، اسوة بجده  التاجر الشيخ أحمد بن البكري الذي يخلد اسمه، ووجه إليها كافة أبنائه من شريكة عمره زهرة النعماني، عدا آخر العنقود، عبد المجيد، الذي  آثر الدراسة والاستقرار بسويسرا. ومن جهته، بدأ الحاج بوشعيب في التجارة عند أحد التجار اليهود، ممن غرسوا البدرة الأولى  التجارة في برشيد الزراعية، ولكنه  غادرها مبكرا،  كونه  كثير الإنفاق ولا يحسن ادخار القرش. فهو الإبن البكر لأبيه،  وأبهة العز لا يعرفها إلا من تدوقها. تأثر الحاج بوشعيب لضياع خمسة من أبنائه في عمر الزهور (لحسن- عبد اللطيف- محمد- شامة- وفاء)، وعقد كل أمانيه على مستقبل ابنه عبد الله، فسماه القائد مند الصغر. لكن تحطمت الآمال  بفقدانه له في السنة التي تحصل فيها على الدكتوراة في الطب من المدرسة الملكية العسكرية بالرباط، بتاريخ 25 غشت 1980.  وحتى يظل اسم عبد الله خالدا، وكان  حامله عزيزا عند أهله، أطلقوه  على ابن عمه عبد الله بن الحاج محمد البكري، تاجر برشيد.
ترك الحاج أحمد بن الأبناء: محمد، ماريا، ادريس، سعيد، نفيسىة، حسن، ربيعة، عبد المجيد. وترك الحاج بوشعيب: المصطفى، خديجة، رشيدة، بديعة، اسعيد.
وأخيرا، راهن الحاج عبد القادر على الاشتغال في حقل السياسة،  فانخرط مبكرا في صفوف حزب الاستقلال، كمناضل وطني ساهم في تحرير البلاد. أسس نقابة العمال التابعة للاتحاد العام للشغالين بالنواصر وبرشيد، ومارس مهمة النائب الأول لرئيس المجلس البلدي لهده المدينة، في أول استحقاقات ديموقراطية . استقطب الحاج عبد القادر  أخاه الأصغر  المعطي لشبيبة الكشفية الحسنية التابعة للحزب ، وجالس جهابدة الاستقلاليين،  فتعلم منهم الرقص فوق حقول الألغام  والرجوع إلى القواعد غانمين سالمين.
لم يقبل الحاج عبد القادر المساومة حين اقترحت عليه السلطة المحلية بيع  الحزب والنقابة والتخلي عن النشاط السياسي مقابل الحصول على مكافآت مالية وامتيازات شخصية. وأثناء نزول الزعيم علال الفاسي بأرض برشيد، نقله الحاج عبد القادر صحبة الحاج محمد القرقافي لبني خلوف، دار الشكداني، على متن سيارة نوع  403 ، وضعها رهن اشارتهم المرحوم الحاج محمد العمري ولد سليمان، حيث أخذت لهم الصورة  التذكارية التي تتناقلها شبكة التواصل الاجتماعية. لكن مع توالي الأيام،  أدرك الحاج عبد القادر أن السياسة ما هي إلا   نوع من القمار،  أعدت للمثقفين من أبناء الأثرياء الفاسيين، فغادر الملعب بعد تنكر الأصحاب لتضحياته، وظل مزهوا  بنفسه حتى في أحلك الظروف، بينما تابع أخاه المعطي المسيرة بصفته رجل تعليم، شاربا من تجارب شقيقه الأكبر وأخطائه... ومن واصل على الدرب وصل.
من يعرف قراءة الأبناء أكثر من والدهم، قال البكري الأب في وصف أبنائه:  " ولدي أحمد متدارش بيه (أي شاطر)، ولدي بوشعيب  يده مثقوبة، وكصعتو متخواش (أي كريم)، ولدي عبد القادر عندو عقيدة (أي سياسي).
خلف الحاج عبد القادر بن البكري من زوجته عائشة بنت امحمد: عبد السلام، فتيحة، نجاة، عبد الحق، المصطفى، شعيب، محمد، وخديجة جميعهم  يمقتون الأحزاب والسياسة.  أكبرهم عبد السلام، الملقب ب " أبي شامه"، هو من  قدم هدية التاج للأميرة لالة أمينة، أثناء مصاحبتها لوالدها المغفور له الملك محمد الخامس إلى  برشيد في مطلع الستينات.  سميت هكذا بنته " شامة"  تيمنا بجدتها من أمها، المنتمية لعائلة  الدازي الأزمورية العريقة،  صهره عدل وطني استقبل الزعيم علال الفاسي بضريح مولاي بوشعيب أثناء زيارته أزمور .



Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية