العقل التّلفي :ازدواجية في الخطاب و فتاوى عند الطلب
العقل التّلفي :ازدواجية في الخطاب و فتاوى عند الطلب .
بقـــــلم:الــخــــــــامس غـــــفـــــير.ان العقل السلفي يبدع في لَي عنق النصوص الشرعية لخدمة عقليته المنحبسة،و تطويعها لتبرير السلوك السياسي للحاكم المستبد .
و من الامور التي يتقنها العقل السلفي المبرمج على التفتيت ، و المفرق لشمل الأمة هي اختياره لعناوين رنانة و عبارات طنّانة قصد جذب المتلقي الخلو مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وجوه بألف وجه ، بالأمس كانوا مع لا مبارك المخلوع و افتوا بعدم الخروج عليه ، و سرعان ما جلسوا بجانب الدكتور مرسي مباشرة بعد انتخابه بانتخابات نزيهة شهد بها العدو و الصديق ، وهرولوا الى الدعوة الى طاعة ولي الامر الجديد، ثم انقلبوا عليه بانقلاب العسكر عليه ،زد على كل هذا ما يجري الان باليمن و ما مواقفهم عنا ببعيدة ،ازدواجية في الخطاب ،وتجارة في المواقف وانقلاب على قدسية المبادئ ،و جهل بالعلوم الشرعية عنوان لسيرتهم الذاتية .
اليوم لم نسمع لهم صوتا عن المحاكمات الصورية التي اصدرها النظام الانقلابي العسكري بمصر،لم نرى من العقل السلفي و رموزه موقفا من الحكم على مرشد جماعة الاخوان المسلمين صاحب الكلمة الشهير و المبدأ الرفيع الذي زلزل اركان عرش العسكر :"سلميتنا اقوى من الرصاص "،فلله در السيد بديع الذي ابدع في تعرية واقع المشهد المصري ، و ابدع في كشف ظلم العسكر ،و جلّى حقيقة من مع الشرعية و من ضدها .
ان العقل السلفي لم تعد تربطه بالسلف الصالح اي صلة،و كان لزاما عليه ان يغير من اسمه كما غيّر من مواقفه عند كل طلب من اسياده الحكام الغاصبين للسلطة،نعم يغيره الى "التلف"، و من ثمة سيكون من السهل على كل متتبع لحركتهم ان يصنفهم لوضوحهم و يسهل عليه رصد دورهم الحقيقي الا هو المساهمة في تلف الامة و صرف ابنائها عن دورهم الرئيس ووجودهم الحقيقي المتمثل في تحقيق العبودية لله الواحد القهار و ليس لحكام الهزيمة الذين باعوا القضية و تاجروا في الالام الأمة و قمعوا اهلها و استولوا على مقدراتها و خيراتها و عطّلوا نهضهتها و تجاهلوا طاقاتها .
توقعوا معي بان العقل "التّلفي "،سيخرج علينا قريبا بعناوين جديدة لكتب توزع بالمجان عبر قنصلياته موسومة بعناوين مختلفة ، من قبيل :"ارشاد الغبي لمنافع اليوزبي usb،" " القول السديد في جواز اعدام كل حر عنيد ،و هو لله من العبيد "،"مختصر الركوع لأولي القرون ،و المفيد لمن اراد لرصيده ان يزيد"
