عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

الموجة الأولى : حوار مع محمد الكناوي.

الموجة الأولى : حوار مع محمد الكناوي.

أمواج هادئة : هي ركن حوار مع فاعل من مدينة برشيد.
نهدف من خلال هذا الركن ، أن نؤسس لثقافة الحوار، وذلك من خلال محاورة فاعل في مجال اجتماعي ،سياسي أو ثقافي ، لملمة لذاكرة المدينة من جهة ، وإبداء لرؤية الفاعل في المجالات الحياتية اليومية، سياسية ، نقابية، اقتصادية واجتماعية، علنا نستشف رؤية الفاعل وبدائله في هذه المجالات .

صورة لمحمد الكناوي
الموجة الأولى
نحاور في اللقاء الأول الأخ محمد الكناوي رجل تعليم ، فاعل جمعوي ، ناشط سياسي، رسام ، شاعر، مسرحي ومتتبع للشأن المحلي.

سؤال: الأخ محمد الكناوي ،بعد التحية والشكر على هذه الجلسة الحوارية الأخوية، من هو محمد الكناوي؟
جواب: عبد ربه ، محمد الكناوي من مواليد 16/12/1958 بزنقة مولاي إدريس الأزهر ببرشيد، تتلمذت بمدرسة الجنرال الكتاني التي كانت تسمى مدرسة بالهاشمي نسبة لمديرها والتحقت بثانوية ابن رشد التي بقيت بها حتى نلت شهادة الباكلوريا سنة 79/80 ، أنتمي لقبيلة أولاد اغفير جماعة لمباركيين ،وهي قبيلة نزحت من الصحراء المغربية وتحديدا من مناطق الساقية الحمراء، ولهم جد هناك يدعى سيدي عمر بن غفير.
س- اسم الكناوي أهو اسم للعائلة أم كنية؟
ج- اسم العائلة هو "بونوارة" كما قيل ، الجد ، رحمه الله، رافق فرقة كناوة ، زارت الدوار ، فغاب في جولة طويلة، وعندما عاد لقب بهذه الكنية، وسجلها كاسم عائلي، لم يشكل الاسم بالنسبة لي أو للعائلة أي إحراج، بل إننا نحب هذا الكنية، وقلة ينادونني باسمي الشخصي.
س- كرب أسرة ، ماذا يمكن أن تقول؟
ج- رزقني الله ولدين وبنتين ، أكبر الأطفال ياسين مهندس ميكانيكي طائرات يشغل بمطار دبي ، متزوج، يوسف حاصل على دبلوم مهني من مدرسة الطيران، سارة في سنتها الثالثة دراسات قانونية وهبة في الأولى باكلوريا والزوجة هي أخت صديق وأخ لي السيد بسور محمد.
س- محمد الكناوي فاعل جمعوي ، هل تحدثنا على حياتك الجمعوية؟
ج- بدأت حياتي الجمعوية بثانوية ابن رشد ، المنطلق، ففي هذه الثانوية وخلال الأنشطة الموازية كونا، نحن مجموعة من التلاميذ ذوو الميول الفني ، فرقة مسرحية سنة 1977 ، وأنتجنا أعمالا عدة من بينها "درس في الانجليزية" مسرحية من تأليف الأخ علام لحسن كما اشتغلنا على الثنائي ، الهزلي والساخر ، وكان أخر عمل قدمناه على خشبة الثانوية : العرض المسرحي الرائع لمحمد دراعو" وقوف على الأقدام" ،صدر بجريدة المحرر ، وقد غيرنا اسم النص إلى في "انتظار القطار" مخافة أن يرفض العرض ،لكون النص كان تقدميا ملتزما ، فاجئ الجمهور بجرأته وخطابه اليساري وقدم له الأستاذ الجليل "موسى عطاونة ،الفلسطيني". هذا العرض المسرحي كان الدافع الأساسي لتأسيس أول جمعية بمفهومها الجمعوي "جمعية مشاعل وأجراس برشيد للمسرح والموسيقى"
س- هل تحدثنا عن هؤلاء الرواد الأوائل، مؤسسي الجمعية ، وكيف كانت تمول الأعمال؟
ج- أذكر من بين الرواد الأوائل: عبد السلام البيضوري رحمه الله، الذي كان يشتغل بدر الطالب، وعبد الغني بوكريزية، بسور محمد، الكاكبي محمد، الشهيدي عبد المولى، بن الشيخ محمد، لحسن علام، عبد المغيث الزريعي، شهاب عبد الواحد ، مؤدن محمد، محمد لمحركس، فويرس عبد الواحد ، وهؤلاء الثلاثة رحمهم الله، وعبد الله رافع وعافي. وكان الأخ عبد السلام البيضوري أول رئيس للجمعية (1978)، أما التمويل فكان ذاتيا من إنجاز العروض إلى تنقلات الجمعية بكل أعضائها( 26 عنصر) لعرض العروض المسرحية خارج مدينة برشيد( في مدن البيضاء ، الكارة ، سطات ، ابن احمد...) لم نستفد بتاتا من أية منحة من المجلس الجماعي لاعتبارات سياسوية ضيقة، ومن بين الأعمال الثقافية العدة ،أذكر مسرحية "وجوه في المرايا" ( تجربة المسرح الفردي) من تأليفي والإخراج جماعي، "جثة على الرصيف" ، و"الفيل يا ملك الزمان" من نصوص الكاتب السوري سعد الله ونوس. وبين الأعمال المتميزة التي نظمته الجمعية "الأسبوع الفلسطيني" 1979 الذي حظره السيد واصف منصور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية ، كما نظمنا بعض الأعمال الاجتماعية كدروس الدعم التي كانت الجمعية تشرف عليها مجانا لفائدة التلاميذ، كما التحقت بالجمعية المجموعات الغنائية: " لمشارق" برئاسة عبد الرحيم لحميدي، ومجموعة "المساوات" برئاسة عبد العالي القاديري.
س- ما السر وراء اختفاء وتواري جمعية مشاعل وأجراس عن المشهد الثقافي؟
ج- في مستهل الثمانينات تفرق أغلب الرواد لمواصلة دراستهم الجامعية، ومنهم من سلك سبل الوظيفة العمومية ، وأعتبر هذه المرحلة هي قمة الإبداع الثقافي وكان أخر عمل مسرحي هو "القرى تصعد إلى القمر" النص للكاتب التركي فرحان بلبل والإخراج" لعبد الغني صناك" وقد شارك فيه : عفيف نصرالدين، ناجي سعيد، جيلالي قاديري، عز الدين الحاميدي رحمه الله وأنتم كذلك (باي محمد) ....
س- ماذا بعد تجربة جمعية مشاعل وأجراس؟
ج- عدت إلى العمل الجمعوي من جديد في إطار جمعية" الأفاق" سنة 1994 وقد خضنا عدة تجارب مسرحية " تجربة مسرح المقهى" وتجربة مسرح الحلقة" بنص مسرحية "حدو قدو" للمؤلف والمخرج والممثل الأستاذ الجليل سعد الله عبد المجيد. وقد شاركنا بهذا العمل في عدة ملتقيات ومهرجانات وطنية ودولية ، كمهرجان الدولي للمسرح بأكادير وكان لنا الشرف أن نعرض مسرحيتنا في جميع ساحات مدينة أكادير (6 عروض) كما عرضنا المسرحية استثناءا فوق"القصرية" وتوجنا كأحسن فرقة وأحسن عرض في ذلك المهرجان،ومن بين رواد هذه الجمعية الفاعل الدات مصطفى، شهاب عبد الواحد، ناجي سعيد السعيد، الجبوري محمد، افرويس مروان، حسن السعداوي ، مصلوحي جميلة زوجة سعدالله عبد المجيد ومحمد باي,
س – يدعي البعض أن محمد الكناوي متشبع بمبادئ الاتحاد الاشتراكي، هل هذا صحيح؟
ج- نعم، لقد تربيت وتشبعت سياسيا بمبادئ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هذه المدرسة التي تربى فيها العديد من المناضلين ،مدرسة أنجبت العديد من المناضلين الشرفاء وعدد مهم من الشهداء، ناضلت في السبعينيات في الشبيبة الاتحادية وشاركت في الحملة الانتخابية 1976 ، وكنت من بين أصغر العناصر سنا،كان الكاتب العام للفرع آنذاك ذ- مصطفى كنعان، وكان مرشحنا المناضل والمقاوم سعدالله صالح، وأذكر من بين أسماء الشبيبة الاتحادية: الطاعلي ،اسماعلي نورالدين ،الملقب بديدن ، لعناية عبد المجيد ،الواصي محمد(حميد)، شهاب عبد الواحد، خالد الملقب بسفور، اسماعلي عبد الكريم وأخويه عبد القادر وسعد الله (سعيد) ، الدراس المهاجر بالديار الكندية ، عبد الغني بوكريزية، لمحركس محمد.....
س- ما الدوافع التي وراء خروج من الاتحاد الاشتراكي؟
ج- غادرت الحزب لان المتحكمين في فرع برشيد تنكرا لي، علما أنني كنت مقررا للمكتب النقابي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء ك- د- ش، وقد بدأت الأحداث مع أحدات مدينة بني ملال التي أودت بن عمرو إلى السجن تم الانفصال عن الاتحاد الاشتراكي وتأسيسه لحزب الطليعة ، فقد كنت من بين المناضلين الذين حاولوا وخططوا للتخلص منهم ، عبر تلفيق تهم ضدنا وعاش الأحداث كل من عبد الغني بوكريزية ومعتصم عبد الواحد و بوشعيب وأخوه المختار الصفاوي، وقد اقتادنا العميد – ز- من منزل بحي ياسمينة إلى مخفر الشرطة حيث قضينا الليل كمعتقلين وتعرضنا لاستفسارات واستنطاق حول مقررات وكتب حزبية كانت محظورة، تكفل أحد ضعاف النفوس المسمى ح- خليد بدسها بين مقرراتنا الدراسية لكوننا كنا نهئ لامتحانات الباكلوريا، وقد فطنا لهذه المؤامرة، إذ كان هذا الشخص يحمل مجموعة كتب ويتركها بين كتبنا، علما أن مكانها الحزب، لذا تخلصنا منها عصرا ، فداهمت الشرطة القضائية البيت مساءا ، فتشفوا البيت بدقة ليقينهم التام بوجود الكتب بالبيت واقتادونا إلى الشرطة لاستنطاق، وكانت أسئلتهم تنصب حول المقررات والكتب الحزبية المحظورة، نفس المؤامرة نسجت ضد السيد الواصي محمد( حميد) الذي زج به في السجن لشهور عدة ،وذلك للتخلص من شرفاء المناضلين الاتحاديين، ومع ذلك بقيت متشبثا بمبادئ الحزب، تم سجنت بعد ذلك، تعسفا ،إذ اعتقلت من مقر عملي كرجل تعليم لأبيت في السجن لوشاية كاذبة مفادها أنني أحرض ضد النظام... ففي الوقت الذي كنت أنتظر الدعم والمساندة من الحزب ، تنكر لي مكتب الفرع بل الأكثر من ذلك أن كاتب الفرع والمسؤول عن النقابة آنذاك تبرئ مني واعتبرني جهرا أن لا علاقة لي بالاتحاد الاشتراكي وحتى النقابة، لذا فأنه لا يشرفني أن أنتمي إلى حزب يتنكر لمناضليه ويخطط للزج بهم في متاهات جد عقيمة.
س- ماذا بعد خروجكم من حزب الاتحاد الاشتراكي؟
ج- خلال مسابقة التلفزيونية لسباق المدن ، والمشاركة المتميزة لأبناء برشيد ، لاقتني الصدف بالسيد "عبد الله القاديري"، طلب مني الالتحاق بالحزب الوطني لرغبته في تقوية الحزب ، ترددت، بل رفضت في البدء نظرا للذكرى الأليمة التي لحقت بي من أهل اليسار، فتراجعت لأخوض تجربة جديدة مع أهل السيد اليمين. اعترف بان الكاتب العام لهذا الحزب أعطاني مساحة شاسعة للتحرك سياسيا ، وفعلا ساهمت في إعطاء قوة لهذا الحزب من خلال تشكيل شبيبة قوية ، أغلب أعضاءها موجزون وقدمت العديد من الأعمال بإخلاص، كما أنني هيأت لأول مؤتمر للشبيبة الديمقراطية . شاءت الأقدار أن يستوزر السيد عبد الله القاديري في وزارة السياحة ، عندها تشابكت الخيوط بين شبيبة الحزب وأعوان القاديري مما فرض خروجنا واستقالتنا الجماعية من الحزب .
س ماذا يمكن أن تقول حول شخص السيد عبد الله القاديري؟
ج- السيد عبد الله القاديري رجل وازن، له مكانته على الصعيد الوطني وله علاقات خارج الوطن، حاول أن يخلق مدينة جديدة في الوطن ، مجهوداته يشكر عليها رغم ما شابتها من أخطاء .
س- من الاتحاد الاشتراكي إلى الحزب الوطني تم الاتحاد الدستوري، كيف تفسر ذلك؟
ج- لم تكن تعرف مدينة برشيد سوى حزبين، لذا قررنا نحن الثلاثة: الدات مصطفى وشهاب عبد الواحد مساعدة مجموعة من الفعاليات السياسية على إدخال أحزاب سياسية جديدة على المدينة ، وبالتالي توسيع مجال التنافس السياسي، وفعلا فاز الحاج أحمد وهبي وعلي بن الصافي عن حزب الاتحاد الدستوري في دوائر كانت حكرا على الحزب الوطني الديمقراطي والاتحاد الاشتراكي.
س- ما رأيك في التجربة الحالية لحزب الاستقلال والتحالفات في المجلس الحالي؟
ج- لسوء الحظ، إن مفهوم الاشتغال الحزبي والنضالي داخل الأحزاب تلاشى لعدة عوامل، وبالتالي تقوت المجهودات الفردية للأشخاص ، فالأحزاب السياسية هي أنهار روافدها التنظيمات التي تبنى لسنوات بتربية حزبية مشبعة بالمبادئ والوطنية، وما تدهور العمل السياسي إلا نتاج لتدهور العمل الحزبي عامة ، مما يسهل ولوج مرتزقة وسماسرة العمل السياسوي. ومع ذلك فقد حقق المجلس الحالي إنجازات إنسانية مهمة في إطار شراكات مع جمعيات فاعلة كمركز تصفية الدم ، وتوسيع نطاق الجمعية الخيرية دار الطالب لتشمل الفتيات أيضا، إضافة ، إلى مراكز التكوين التي جنبت أبناء المدينة أعباء التنقل إلى مدن أخرى قصد الدراسة، وأمل من السيد الرئيس الحاج محمد بن الشيب أن يواصل مساعيه لبناء مركز للتكوين الفلاحي وتتمة مشروع تصفية الواد الحار، وأن يهتم أكثر بإيجاد حلول للباعة المتجولين، وهو السياسي اللبق في المعاملات والتعاملات وعليه أن يعمل على تقوية الحزب وترسيخ مفاهيم المواطنة الحقة ، حتى يتسنى للشباب الإنخراط في العمل السياسي بشكل دائم ومستمر.
س_ إن طلبنا منك تكريم أشخاص في المجالات التالية:
الثقافي: أستاذي الجليل الهلالي بوشعيب .
النقابي: محمد حميد الواصي،
التربية والتعليم : الأستاذ الجليل البخوشي شفاه الله
الصحة: الممرضات أمهاتنا وأمهات أبناءنا فضيلة الحداد (فضيلة) وفطومة بن داوود ومدام ازويني.
الرياضي: لاعبوا يوسفية برشيد : بن استي محمد وعبد السلام بن الطيبي.
الاجتماعي: الحاجة أم الحاج محمد بن الشايب ليدها البيضاء على المدينة.
الخدماتي: أكرم سي بوبكر طاهير أب الجيلالي طاهير، أطال الله عمره كما أكرم رجال الأمن الغزالي والعسلي ودحان.
السياسي: محمد الكواي، المناضل الشريف والعفيف شفاه الله .
السؤال الأخير: أمانيك وأفاق العمل؟
ج: أتمنى أن يعي المسلمون ما يعيشونه من أحداث ، يحز في النفس، أن ترى حمص والشهباء ومعرة النعمان بسوريا تدك ، أن ترى ما يعيشه العراق من دمار وخراب ، أخاف أن تضيع الحكمة في اليمن، في مصر وبلد المختار، يحز في النفس هذا الكم من الجياع والمشردين والأشلاء في سجنا فلسطين الضفة والقطاع ، إنه زمن التردي العربي، أتمنى أن يعي الأخوة في الجزائر، أخوة المغاربة الصادقة وروابط الدم والقرابة وأن تشرع الحدود بين الشعبين الشقيقين، وأن يعي أبناء المدينة حاجاتها ، فلا يبخلوا عنها وأن يساهموا بصدق وأمانة في تسيير شؤونها لأنهم سيسألون. أما أفاق العمل ، فديوان بخط اليد، سينشر في القريب.
محمد باي: أشكر أخي ابن مدينة برشيد الأستاذ المحترم محمد الكناوي على هذه الجلسة الحميمية ،وعلى مساهمته في إحياء ذاكرة المدينة الغالية على النفوس وكشفه مجموعة من الحقائق والذكريات والمحطات المهمة في تاريخ مدينتا .

ترقبوا الموجة الثانية.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية